الأسير علاء البازيان يبصر وهم لا يبصرون

 



بقلم: أحمد يونس شاهين

أمين سر الشبكة العربية للثقافة والرأي والإعلام

لكل أسير فلسطيني قصة وحكاية خط كلماتها بعذابات ومعاناة على دروب النصر أو الشهادة من أجل وطنه وشعبه، وتختلف معاناة الأسر من أسير لأسير، فالأسير المقدسي البطل علاء البازيان حكايته تختلف عن باقي اخوانه الاسرى حيث تعرض للأسر مرات عديدة منذ ريعان شبابه كان أولها عام 1979 حيث بدأت معاناته مع الاسر في غياهب السجون بعد اصابته في احدى عينيه ليفقد بصره ليقضي عدة سنوات بالأسر.

لقد تعرض البازيان للاعتقال لثلاث مرات ففي المرة الثانية اعتقل عام 1981 بعد اعتقال معظم أفراد الخلية التي عمل معها ليتم الحكم عليه لمدة عشرين عاماً بالرغم انه لم يعترف بأي من التهم التي نسبت إليه ليقضي أربع سنوات وتم الافراج عنه في صفقة تبادل الاسرى بين الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة، وأما المرة الثالثة التي اعتقل فيها الأسير البازيان كانت عام 1986 بعد اقتحام قوات الاحتلال لمجموعة عسكرية قضى فيها خمسة وعشرون عاما في سجون الاحتلال، وأفرج عنه في صفقة وفاء الاحرار عام 2011 ليعيد الاحتلال اعتقاله عام 2014 حتى يومنا هذا رغم فقدانه حاسة البصر.

إن معاناة الأسير البازيان الكفيف في غياهب السجون الإسرائيلية معاناة مضاعفة ما بين فقدانه حاسة البصر وحرمانه من زيارة ذويه بحجة انتشار فايروس كورونا المستجد مثله كباقي الأسرى الذين حرموا من أدنى حقوقهم وهي زيارة ذويهم لهم، فالاحتلال الإسرائيلي يتعمد مضاعفة معاناة الأسرى في سجونه من حيث حرمانهم من حقوقهم كأسرى والتي شرعتها القوانين الدولية والتي تتمثل في تلقي العلاج والزيارة الدورية والمنتظمة لهم من قبل أهاليهم، فكم من أسير له حكاية مختلفة عن أسير آخر، إلا أن البازيان الكفيف كان يبصر الحرية من خلف نظارته السوداء التي لم تعرقل مواصلته درب النضال والكفاح إيماناً منه بأن الوطن المحتل لن ينال الحرية والاستقلال دون تقديم التضحيات.

إن معاناة الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية تضاعفت في الآونة الأخيرة حيث كشف تفشي وباء كورونا وانتشاره بشكل كبير في العالم وما نجم عنه من مخاطر كبيرة طالت الكثير من مناحي الحياة وحصد اكثر من مليون ونصف المليون من الأرواح البشرية وأصاب الملايين، وتبقى معاناة الأسرى في ظل انتشار هذا الفيروس هي الأكبر حيث الإهمال من قبل إدارة السجون الإسرائيلية من حيث عدم اتخاذ تدابير الوقاية وعدم اعطائهم العلاج الأمثل لمكافحة اصابتهم بهذا الوباء، سياسة الاعتقال الإداري، والعزل الانفرادي، والمداهمات الليلية للأقسام من قبل وحدات القمع الإرهابية، والمنع من الزيارة، فضلاً عن تصاعد سياسة التعذيب للأسرى داخل زنازين التحقيق، وهذا يندرج ضمن السياسة المتبعة تجاه أسرانا البواسل في المعتقلات الإسرائيلية، إضافة إلى  وهذا يتطلب من المجتمع الدولي ومؤسسات حقوق الانسان أن تقف عند مسؤولياته من أجل انهاء معاناة الاسرى للحفاظ على حياتهم. 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حركة فتح في ذكرى انطلاقتها الثامنة والخمسين

معركة الكرامة والحرية من خلف القضبان

دراسة "دور الإعلام تجاه القضية الفلسطينية وآليات تعزيز التضامن العالمي إعلامياً مع الشعب الفلسطيني"