الأسرى الفلسطينيون يتذوقون الموت يوماً بعد يوم


بقلم: أحمد يونس شاهين
أمين سر الشبكة العربية للثقافة والرأي والإعلام
دولة الاحتلال تضرب بعرض الحائط كل القوانين والمواثيق الدولية الخاصة بأسرى الحروب متنكرة لحقوقهم المشروعة من حيث الغذاء والرعاية الصحية والمعاملة الحسنة وبطلان الاعتقال الاداري بل وتمعن في أساليب الإهانة المعنوية والتعذيب الجسدي بحق أسرانا الفلسطينيين داخل السجون الاسرائيلية حيث يعيشون اليوم أوضاعاً صحية سيئة للغاية سيما أنهم يتعرضون لأسوأ الأساليب من حيث التعذيب الجسدي والنفسي وعلى سبيل المثال حرمانهم من الرعاية الصحية التي كفلتها المواثيق الدولية والمماطلة المقصودة في توفير العلاج اللازم للمرضى ناهيك عن سياسة الاذلال والتعذيب التي تستخدمها أثناء التحقيق معهم.
أكدت المؤسسات المحلية والدولية التي تعني بحقوق الانسان والتي تهتم بشؤن الأسرى وأوضاعهم داخل السجون الاسرائيلية أن مستوى الرعاية الصحية بالأسرى يزاد سوءاً مع مرور الوقت وهذا وفق ما جاء بشهادات الأسرى سيما أن عدد منهم قد ارتقى شهيداً بسبب الاهمال الصحي، وهنا نشهد حالة الأسيرة المقدسية اسراء الجعابيص التي أصيبت بحروق شديدة نتيجة انفجار أنبوبة غاز على حاجز الزعيم حيث اعتقلت على أثرها وحوكمت بالسجن احدى عشر عاماً ومنذ اعتقالها فقدت حقها بالعلاج وبدأت مرحلة معاناتها مع المرض وهي مازالت بحاجة لعدة عمليات جراحية عاجلة ويكتفي اطباء المعتقلات الاسرائيلية بإعطائها مراهم ذات عبوات قليلة جدا لا تغطي كامل الحروق التي أصيبت بها ولا تعمل سوى تبريد الحروق أي كعلاج مؤقت ليس إلا، وكثير من الأسيرات تعاني الاهمال الطبي وكما نعرف أن للنساء خصوصية في العلاج سيما أنهم  بحاجة لوجود أخصائي أو أخصائية أمراض نسائية وهذا الأمر مفقود داخل المعتقلات الاسرائيلية؛ إذ لا يوجد سوى طبيب عام، خاصة أن من بين الأسيرات من اعتقلن وهن حوامل، وبحاجة إلى متابعة صحية خاصة أثناء الحمل وعند الولادة ويجبر بعضهن على الولادة وهن مقيدات الأيدي دون الاكتراث بمعاناتهن لآلام المخاض والولادة، وفي ذات السياق تواصل ادارة السجون الاسرائيلية سياسة الانتهاكات كالاقتحامات الليلية لغرف الأسيرات وعزل بعضهن في غرف العزل الانفرادي علاوة على تعرضهن للضرب المبرح والشتم بألفاظ بذيئة.
فيما سبق سردت بعضاً من معاناة الأسرى الفلسطينيين في المعتقلات الفلسطينية وخصصت بعض من معاناة الأسيرات والتي يريد بها اذلالهم وتحطيم معنوياتهم واهدار حالتهم الصحية ليخرجوا من المعتقلات بصحبة الأمراض المزمنة ليفتقدوا طعم الحرية خارج المعتقلات، ولكن أسرانا وأسيراتنا عكسوا ذلك الحال الذي يهدف له الاحتلال وواصلوا نضالهم وواجبهم الوطني ايماناً بأن الحرية والوطن لا يقاضيان بثمن سوى جلاء المحتل عن أرضنا الفلسطينية.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حركة فتح في ذكرى انطلاقتها الثامنة والخمسين

معركة الكرامة والحرية من خلف القضبان

دراسة "دور الإعلام تجاه القضية الفلسطينية وآليات تعزيز التضامن العالمي إعلامياً مع الشعب الفلسطيني"