الأسير ماهر يونس رمز الصمود خلف القضبان


 بقلم: أحمد يونس شاهين
 إن قضية الأسرى الفلسطينيين لهي من أكبر القضايا الإنسانية والسياسية والقانونية في العصر الحديث، لاسيما أن أكثر من مليون فلسطيني قد خطفت السجون الإسرائيلية سنوات كثيرة من أعمارهم على مدار سنين الصراع الطويلة مع الاحتلال الإسرائيلي، وعانوا الكثير من حملات التنكيل والتعذيب ورغم ذلك لم ييأسوا أو ينال الإحباط من نفسيتهم، كونهم أصحاب الحق الديني والتاريخي والقومي في أرض الآباء والأجداد فلسطين، ومن رموز هؤلاء الأسرى والحركة الأسيرة الذي قضى من عمره نحو 38 عاماً أي مرحلة الشباب جلها، إنه الأسير البطل "ماهر عبداللطيف عبد القادر يونس" الذي تم أسره وهو في سن الخامسة والعشرين بعد أسبوعين من اعتقال ابن عمه عميد الأسرى "كريم يونس" ووجهت لهم النيابة العسكرية للاحتلال تهمة الانتماء لحركة فتح وحيازة أسلحة وقتل جندي إسرائيلي ليتم اصدار حكم الإعدام شنقاً بحقه برفقة ابن الأسيرين كريم وسامي يونس، وبعد شهر خفضت المحكمة حكم الإعدام إلى السجن المؤبد مدى الحياة، وفي عام 2012 حددت سلطات الاحتلال حكم المؤبد 40 عاما.
الأسير ماهر يونس غير متزوج وأمرت المحكمة العسكرية بعدم السماح له برؤية أبناء أشقائه وذويه من الدرجة الثانية وقد توفي والده دون أن يراه، شارك الأسير ماهر يونس في كافة فعاليات الأسرى وأهمها الإضرابات من أجل تسليط الأضواء على معاناة الأسرى وانتهاكات إدارة المعتقلات لحقوقهم واهمال العلاج لهم، ولولا عدم التزام دولة الاحتلال بالاتفاق الذي تزامن مع بدء المفاوضات السياسية عام 2013 لكان الأسير ماهر يونس يتنسم هواء الحرية ويواصل نضاله من خارج قضبان المعتقل برفقة بقية عمداء الأسرى.
إن أسرانا البواسل ما هم إلا أبطال سطروا أروع صفحات النضال الفلسطيني فمنهم من خاض حرب الأمعاء الخاوية لشهور طويلة حتى أجبر المحتل على الإفراج عنه ومنهم من استشهد داخل المعتقل بفعل الإهمال الطبي المتعمد بعد معاناته من مرض احتل جسده الطاهر، إن شعبنا الفلسطيني مازال يتألم لعذابات أسرانا الذين ما زالوا يقبعون خلف قضبان السجون الإسرائيلية ويعانون سوء المعاملة والإهمال الصحي والحرب النفسية التي تنتهجها إدارة السجون والمعتقلات الإسرائيلية بحقهم مما اضطر بعضهم إلى اللجوء لخوض حرب الأمعاء الخاوية وهي الطريق الوحيد للخروج من السجن إما حياً أو شهيدا.
إن قضية الأسرى ومعاناتهم حاضرة في قلوب كل فلسطيني وكل أحرار العالم الذين يؤمنون بعدالة حقوق الشعب الفلسطيني، ويجب أن تبقى حاضرة وبقوة في جميع المحافل الدولية وان تتوحد وتتظافر الجهود من أجل انهاء معاناتهم بالإفراج عنهم، وأن تكون في أعلى سلم الأولويات في الاعلام الفلسطيني والعربي كما هي حاضرة في الاعلام الجزائري الذي لم ولن يتوانى في ابراز معاناة الأسرى في الصحف والمواقع الإعلامية المختلفة، حيث للإعلام دور كبير في تفعيل قضية الأسرى من خلال تخصيص مساحات كافية لقضية الأسرى الفلسطينيين والعرب في وسائل الاعلام المختلفة عبر الاعلام الفلسطيني والعربي وتسليط الضوء أكثر على هذه القضية الإنسانية والقومية، وابراز قصص الأسرى بشكل منفرد من خلال الدراما وتوثيق تفاصيل حياة ذويهم والمساهمة في إنتاج إعلامي احترافي ليس في مجال النصوص، وإنما أيضا مرئياً وقصة الأسير ماهر يونس وكريم يونس لهما من أكبر الشهادات الحية التي تبرز معاناة والحركة الأسيرة في سجون الاحتلال

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حركة فتح في ذكرى انطلاقتها الثامنة والخمسين

دراسة "دور الإعلام تجاه القضية الفلسطينية وآليات تعزيز التضامن العالمي إعلامياً مع الشعب الفلسطيني"