كورونا تجتاح محافظات غزة

 


بقلم: أحمد يونس شاهين

يبدو أن الأمر اليوم أصبح مختلفاً اختلافاً كلياً عما سبق، حيث بدأ تفشي فايروس كورونا بين الأهالي خلافاً لما كان قائماً ومعروفاً بأنه كان محصوراً فقط بين العائدين من خارج محافظات غزة والذين يطبق عليهم الحجر الصحي في مراكز الحجر التي أقامتها الجهات المختصة في غزة، وهذا مؤشر خطير أن يتسلل هذا الفايروس اللعين إلى أوساط الناس خارج مراكز الحجر الصحي، سيما أن محافظات غزة تعاني من كثافة سكانية كبيرة تنذر في الوضع الطبيعي إلى انفجار ديمغرافي ويعتبر كانتشار النار في الهشيم مما يشكل خطر كبير على الوضع الصحي لسكان محافظات غزة في ظل انعدام أو تضاؤل الإمكانيات الصحية واللوجستية التي من شأنها المساهمة في مكافحة أو حصر تفشي جائحة كورونا نتيجة لحالة الحصار الإسرائيلي الممتد منذ أربعة عشر عاماً، وتضاؤل الدعم اللازم للقطاع الصحي في غزة، فمنذ الإعلان عن تفشي هذا الفايروس بين أوساط الأهالي عن طريق سيدة فلسطينية من سكان مخيم المغازي رغم عدم قصدها في نقل العدوى ولو كانت تعلم بإصابتها لما خالطت أهلها وأقربائها، الأمر الذي قابله الناس والجهات المختصة بالصدمة الكبيرة رغم أخذ كافة مما أثار حالة من القلق والارباك لدي المجتمع الغزي الذي تعرض ومازال لكثير من الأزمات التي أنهكت قواه الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والذي ما زال يتعرض ويتهدد باعتداءات إسرائيلية، فحالة من الذعر احتلت الكثير من مناحي الحياة لديه، الأمر المختلف عن باقي بقاع الأرض المتفشي فيها هذا الفيروس اللعين تتلخص في عوامل تساعد انتشاره وأهما الاكتظاظ السكاني والتقارب بين السكان بحكم التصاق المساكن وازدحام الطرقات وقلة المرافق الصحية التي يتلقون فيها العلاج بشكل يومي لأي ظرف صحي طارئ، وعدم توافر التدابير الوقائية اللازمة من هذا الفايروس الخطير، فالقطاع الصحي يعاني من نقص كبير في المستلزمات الطبية اللازمة للحد من تفشي هذا الفايروس، وبالرغم من بداية تفشي جائحة كورونا إلى أن المتجمع الغزي مازال متهاوناً بعض الشيء بأخذ تدابير الوقاية وهذا ما نلمسه بعدم التزامه الكامل بتوجيهات الجهات المختصة للحد من انتشارها،

المجتمع الغزي يحتاج إلى مزيداً من الترابط والتعاضد وعدم الاستهانة للخروج من هذه الأزمة الجديدة، ويعتمد هذا على مدى الالتزام والمؤازرة والتآخي تتمثل في عدة عناصر أهمها الالتزام التام بتدابير الوقاية وعدم الخروج من المنازل إلا لضرورة القصوى، وكذلك عدم احتكار التجار للبضائع الأساسية وتوفير الكهرباء بقدر الإمكان سيما أن المنشآت المستهلكة للكهرباء قد أقفلت امتثالاً لحظر التجوال وكذلك توفير الخبز وعدم قطع الخدمات الحياتية عن السكان مثل الاتصالات والإنترنت والمياه حتى يتمكن المواطن من الصمود في وجه هذه الجائحة المرضية، وهنا أنوه لعدم نشر أي معلومات خاطئة أو غير دقيقة من شأنها إثارة الذعر لدي المواطنين والاكتفاء بالمعلومات الصادرة من الجهات المختصة حول تفشي جائحة كوورنا حفاظا على الوضع النفسي للمواطنين فمنهم كبار السن والمرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة، وبالتالي يترتب على الجهات المختصة أن تتمتع وتتحلى بالمصداقية في نشر الأخبار والمعلومات حتى يكون المواطن على علم بتفاصيل انتشار فايروس كورونا، وأن يهتم المواطنون بكيفية الحفاظ على سلامة الوضع النفسي لأبنائهم بطرق يستلهمونها من المختصين النفسيين ووزارة التربية والتعليم التي بدورها يجب أن تخاطب المواطنين وتحديداً أولياء أمور الطلبة حول كيفية استكمال دراستهم المنزلية فربما يأخذ فايروس كورونا وقتاً طويلاً غير متوقع من حياة أبنائهم التعليمية.

هناك عوامل دعم وصمود يحتاجها المواطنين وعلى وجه التحديد في محافظات غزة في ظل الأوضاع التي ذكرت أهمها سابقاً فهذه العوامل هي عودة صرف الرواتب دون انتقاص ونحن نعلم ان الحكومة الفلسطينية تعاني من أزمات مالية نتيجة عدم تسلمها لأموال المقاصة وكذلك انتشار البطالة ولكن هناك ضروريات للحفاظ على حالة الصمود الفلسطيني.


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حركة فتح في ذكرى انطلاقتها الثامنة والخمسين

معركة الكرامة والحرية من خلف القضبان

دراسة "دور الإعلام تجاه القضية الفلسطينية وآليات تعزيز التضامن العالمي إعلامياً مع الشعب الفلسطيني"