محاولة اغتيال فاشلة وتحصين المصالحة أولوية وطنية



بقلم: أحمد يونس شاهين

كل نجاح سياسي فلسطيني سواءً كان على الصعيد الدولي أو الفلسطيني يكون في دائرة الاهتمام الاسرائيلي والمتابعة الحثيثة والدراسة المعمقة من حيث آثاره وانعكاساته على السياسة الاسرائيلية داخلياً أو على سياساتها الخارجية، لذلك تعمل اسرائيل على التصدي ومحاولة إفشال أي نجاح سياسي فلسطيني من شأنه توحيد الموقف الفلسطيني وحشد التأييد والدعم للشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية العادلة وحقوقه الواجبة التي كفلتها المواثيق والأعراف الدولية.
ما حدث مؤخراً ظهر يوم الجمعة الماضي من محاولة اغتيال الاخ توفيق أبو نعيم في الوقت الذي تتهيأ الظروف فيه لتسلم حكومة الوفاق زمام الأمور الأمنية في غزة ما هو إلا رسالة واضحة المعالم موجهة لجميع الأطراف مراد منها زعزعة الاستقرار في الساحة الفلسطينية في غزة وارباكها في الوقت الذي تتهيأ فيه لأجواء المصالحة الوطنية بين حركتي فتح وحماس بعد طول انتظار، إن محاولة اغتيال الأخ ابو نعيم على وجه التحديد تحمل دلالات هامة سيما أنه الشخصية الأكبر على المستوى الأمني في غزة وأسير محرر ومطلوب للاحتلال الاسرائيلي وداعم قوي تجاه تنفيذ آليات المصالحة الوطنية، وبرزت جهوده في ملاحقة الجماعات المتطرفة في غزة بالتنسيق مع الأمن المصري وتعزيز التواجد الأمني على الحدود مع مصر الشقيقة، لذلك كان الهدف الأهم لتحقيق مآرب الجهة التي حاولت اغتياله، لاسيما أن الاتهامات متجهة نحو عدة جهات، ولكن في النهاية فالمستفيد الأكبر من هذه المحاولة هو الاحتلال الاسرائيلي الذي لا يريد للمصالحة الوطنية أن تسير في اتجاهها الصحيح ويريد حرف البوصلة الوطنية الفلسطينية إلى دوامة الانفلات الأمني، ويحرض حركة حماس على عدم تسليم زمام الأمور الامنية لحكومة الوفاق تحت ذريعة أن الوقت غير مناسب لتسليمها زمام الامور الأمنية.
يبقى من الصعب أن توزع الاتهامات لأي جهة فلسطينية مالم تكن أداة بيد الاحتلال الاسرائيلي سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، وهنا علينا أن نستذكر التهديدات الاسرائيلية من خلال تصريحات بعض قادتها الامنيين والوزراء بأن يسلكوا طريق الاغتيالات لقادة حركة حماس وفصائل المقاومة في غزة،

محاولة فاشلة بكل المقاييس أثبتت فشلها ولم تحقق نتائجها ولم ولن تؤثر على سير المصالحة بل تكاثفت الجهود والمساعي للكشف عن الجهة الفاعلة، وهنا لابد أن تتخذ كل الأطراف الفلسطينية ومصر كافة التدابير اللازمة من أجل تحصين الجبهة الداخلية وحماية سير آليات تنفيذ المصالحة الوطنية والإسراع بها لتقويض كل المحاولات التي من شأنها عرقلة اتمام المصالحة وتحقيق الوحدة الوطنية التي ستكون الطريق الأقصر نحو تحقيق آمال الشعب الفلسطيني.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حركة فتح في ذكرى انطلاقتها الثامنة والخمسين

معركة الكرامة والحرية من خلف القضبان

دراسة "دور الإعلام تجاه القضية الفلسطينية وآليات تعزيز التضامن العالمي إعلامياً مع الشعب الفلسطيني"