عام جديد لعله الأفضل ولكن!


بقلم/ أحمد يونس شاهين

عام يرحل عايشناه بحلوه ومراره، عام لم يكن بأفضل حال مما سبقه من أعوام، عام مضى بأحداثه المأساوية السوداوية على شعبنا وأمتنا العربية، آثار حروب مازالت تخيم علينا، أزمة الكهرباء تراوح مكانها، بطالة تتفاقم، خريجين تتكدس أعدادهم، شباب يخيم عليهم اليأس فمنهم من ضل الطريق واحتلته سلبيات التصرف والسلوك، ليأتي عامٌ يتطلع فيه شعبنا لبصيص أمل ينهي كابوس الأعوام السابقة.
يرحل عنا عام 2016 بكل ما طاف فيه من احداث ومتغيرات عصفت بالحال الفلسطيني والعربي، استمر فيه الانقسام الفلسطيني وبات سيد الموقف رغم كل التصريحات التي خرجت من هنا وهناك إلا أننا لم نشهد أي تقدم في هذا المسار ينهي حالة الانقسام الفلسطيني ويحقق الوحدة الوطنية الفلسطينية، وبالرغم من النجاحات التي حققها الحراك الدبلوماسي الفلسطيني خارجياً والتي كان آخرها استصدار قرار من مجلس الأمن يطالب اسرائيل بالوقف الفوري للاستيطان وكان هذا للمرة الاولى التي لم يتعرض هذا القر ار للفيتو الامريكي منذ 33 عاماً، نشهد نجاحات على المستوى السياسي الخارجي ولكن بالمقابل لا جديد في ملف المصالحة.
العام الجديد يفرض علينا كفلسطينيين أن نعد العدة ونجهز انفسنا لما هو آت في ظل المتغيرات التي تشهدها السياسة الدولية وخاصة مع قرب دخول الرئيس الأمريكي المنتخب ترامب للبيت الأبيض، والذي تعهد لإسرائيل بتحقيق آمالها سواء بنقل السفارة الامريكية من تل أبيب إلى القدس أو عدم اقامة الدولة الفلسطينية من خلال تصريحاته التي قال فيها أن الدولة الفلسطينية ليست فرضاُ على اسرائيل وهذا مضمون تصريحه الأخير الذي وجهه لإسرائيل (كوني قوية لحين دخولي البيت الأبيض) وهذا يعيدنا لفترة ولاية جورج بوش الابن بل أكثر تعقيداً.
العام الجديد يفرض علينا أن نعتمد على أنفسنا دون الحاجة الملحة لأي كان رغم امتدادنا وعمقنا العربي، وعلينا أن نستكمل حراكنا السياسي الخارجي من أجل تثبيت حقوقنا الوطنية المشروعة، فالسياسة الاسرائيلية اليوم أثبتت فشلها تجاه قضيتنا الفلسطينية، وأصبح قادة اسرائيل يعيشون حالة من التخبط والارباك في وجه قيادتنا الفلسطينية بقيادة الرئيس محمود عباس ومنظمة التحرير الفلسطينية، وهذا يحتاج من الفصائل الفلسطينية أن تعمل على تضميد جرحنا بل التئامه من أجل تعزيز جبهتنا الداخلية لضمان السير بخطى ثابتة في وجه التحديات التي تفرضها علينا المتغيرات الاقليمية ودوامة العنف التي تسيطر على المنطقة العربية.
عام يضاف إلى عمر الثورة الفلسطينية وحركة فتح، هذه الثورة التي أنارت لنا درب الكفاح وأبرزت هويتنا الفلسطينية بحكمة قادتها وعلى رأسهم الرئيس القائد الشهيد أبو عمار، فحركة فتح حركة قوية متماسكة وراعية للمشروع الوطني الفلسطيني، وبهذه المناسبة أبرق بالتهاني للإخوة في حركة فتح بالتهاني وأتمنى عليهم أن يبقوا يداً واحدة تحت قيادة واحدة لأن المشوار مازال طويلاً حتى اقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.

عام جديد لعله الأفضل لشعبنا وامتنا العربية، فشعبنا الفلسطيني مازال لديه الامل بأن يتحقق حلمه في انهاء الانقسام الذي سينهي وضعه المأساوي سواء اجتماعيا أو اقتصادياُ أو سياسيأ.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حركة فتح في ذكرى انطلاقتها الثامنة والخمسين

معركة الكرامة والحرية من خلف القضبان

دراسة "دور الإعلام تجاه القضية الفلسطينية وآليات تعزيز التضامن العالمي إعلامياً مع الشعب الفلسطيني"