المؤتمر السابع أولوية فتحاوية ووطنية


بقلم / أحمد يونس شاهين
أمين سر الشبكة العربية للثقافة والرأي والإعلام

نشهد حالة ترقب لا سابق لها بشأن قرب انعقاد المؤتمر السابع لحركة فتح الذي تفصلنا عنه أيام معدودات سواءً على المستوى المحلي أو العربي واسرائيل، هذا المؤتمر الذي سيعقد في جو تزاحمت فيه الرهانات وجذب الانظار والتطلعات لما سيخرج عنه هذا المؤتمر من قرارات ومخرجات، لاسيما أن تحديد موعد انعقاده جاء بعد عدة اجتماعات عقدتها اللجنة المركزية لحركة فتح إلى أن رأي المؤتمر السابع موعداً لانعقاده وأصبح حقيقة مطلقة غير قابلة للنقاش وتم اتخاذ كافة الاجراءات وتحديد ملامح المؤتمر وأسسه في ظل الأجواء التي تشهدها الساحة الفلسطينية والمنطقة العربية بسبب المتغيرات السياسية.
لا شك أن حركة فتح ما تزال حامية المشروع الوطني الفلسطيني وحريصة على إعادة اللحمة الوطنية ولاحظنا ان حركة فتح قامت بتوجيه دعوة لجميع الفصائل الفلسطينية بما فيها حركتي حماس والجهاد الإسلامي وهذه اشارة واضحة تؤكد على حرص حركة فتح على عودة الوحدة الوطنية، ومن خلال مراقبتنا لمسلسل الاحداث التي دارت فيها حالة الجدل حول امكانية عقد المؤتمر إلا انه تم اتخاذ كافة الاجراءات لنجاحه، فقعد المؤتمر جاء بعد عصف ذهني ونقاش مطول، فهو رسالة سياسية للجميع تحمل التأكيد على استقلالية القرار الفلسطيني وتحدي صارخ لكل الذين راهنوا على عدم امكانية عقده في هذه المرحلة، ولضمان نجاح هذا المؤتمر يجب على حركة فتح البحث في كل الملفات العالقة والتي تخص القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني.
نسمع أصوات كثيرة وحالة من عدم الرضى لدي بعض قيادات الحركة وابنائها الذي يتطلعون لدعوتهم لحضور هذا المؤتمر، وهنا وجب القول أن حركة فتح للجميع وهذا لا يعني ان كل ابناء فتح يجب أن يكونوا أعضاء في المؤتمر، فمن يحضر المؤتمر هو ممثل عن منطقته رغم بعض التحفظات لدي البعض إذا ما حرصنا على وحدة الحركة وضمان الحفاظ على مكانتها التاريخية ونضالها الوطني، لذلك علينا أن لا نلتفت لصغائر الأمور وندعم باتجاه انجاح هذا المؤتمر، ونوجه رسالة وطنية للمؤتمر بأن يخرج علينا بقرارات وطنية تعيد للقضية الوطنية اعتبارها، وبشكل خاص أن يعيد لحركة فتح مكانتها وهيبتها الوطنية لأن ضعفها هو ضعف للشعب الفلسطيني.
كثير من الامور بحاجة إلى أن تولى اهتمام كبير في هذا المؤتمر وخاصة غزة التي توارت عن الانظار السياسية إلى حد ما منذ عشر سنوات، وكذلك محاولات شق الصف الفتحاوي، وأن يكون لغزة نصيبها من جولات البحث والنقاش داخل أروقة المؤتمر فلأبنائها الحق في نيل حقوقهم التنظيمية في مختلف المجالات سواءً في المراتب التنظيمية أو حقوقهم الإدارية وهنا أتحدث بصراحة عن أبناء الحركة من أبناء الاجهزة الامنية وموظفي السلطة الوطنية، وهنا يجب الفصل بين العمل التنظيمي وعمل الحكومة، ومن جهة أخرى وضع أسس لبناء علاقة وطنية مع حركة حماس وباقي الفصائل الوطنية والاسلامية لضمان حماية المشروع الوطني الفلسطيني والمحافظة على استقلالية القرار الفلسطيني وبالتالي إنهاء حالة الانقسام السياسي في ظل التعنت الاسرائيلي الشديد واستمرار الاستيطان والتنكر لحقوق شعبنا الفلسطيني.
أما على الصعيد العربي والعلاقات الخارجية فلابد أن يبحث المؤتمر كيفية الحفاظ على متن العلاقة مع دول المنطقة بعيداً عن محاولات الهيمنة على القرار الفلسطيني المستقل، وكذلك تحديد آليات التعامل مع دولة الاحتلال بناءً على قرارات المجلس المركزي والتي اتخذت مؤخراً وإثارة النقاش حول مبادرة الجهاد الاسلامي.
وأخيراً ما نحن بحاجة إليه هو الادراك بحجم المخاطر التي تعترض القضية الفلسطينية وتحديد ملامح التعامل معها في المرحلة القادمة فهناك الكثير من المتغيرات الجوهرية داخلياً ودولياً.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حركة فتح في ذكرى انطلاقتها الثامنة والخمسين

معركة الكرامة والحرية من خلف القضبان

دراسة "دور الإعلام تجاه القضية الفلسطينية وآليات تعزيز التضامن العالمي إعلامياً مع الشعب الفلسطيني"