رفع العلم الفلسطيني في الأمم المتحدة قناعة دولية بإنهاء الاحتلال


بقلم : أحمد يونس شاهين
إن قرار الجمعية العمومية في الأمم المتحدة برفع العلم الفلسطيني فوق مباني الأمم المتحدة لهو قرار في غاية الأهمية وتأكيداً لشرعية التطلعات الوطنية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف, لاسيما أن التصويت لصالح القرار كان بالأغلبية الساحقة بغض النظر عن معارضة عدد قليل من الدول ويأتي هذا التصويت في ضوء الوضع المتدهور في الأراضي الفلسطيني نتيجة للممارسات الإسرائيلية غير القانونية والتعسفية كالاستيطان ومصادرة الأراضي وجرائم الحرق للبشر والشجر من قبل قطعان المستوطنين.
إن قرار الأمم المتحدة سجل انتصاراً حقيقياً وتأكيداً على صواب النهج السياسي والدبلوماسية المشروعة والمنظمة التي يقودها الرئيس محمود عباس بحنكته السياسية التي أربكت قادة دولة الاحتلال وجعلتهم في حيرة من أمرهم مما دفعهم لشن حرب دبلوماسية ضد الرئيس محمود عباس حتى وصلت حد التهديد، ويأتي هذا القرار تتويجاً للقرار الذي منح دولة فلسطين صفة مراقب في الأمم المتحدة مما أتاح لها الفرصة للانضمام للمؤسسات والمنظمات الدولية وهذا ما تم بالفعل حيث انضمت فلسطين لما يقارب من خمسين منظمة ومؤسسة دولية.
تشهد هذه المرحلة تغيراً نوعياً في السياسة الدولية تجاه القضية الفلسطينية ومنها تغير الموقف الأوروبي حيث أن جميع دول الاتحاد الأوروبي تؤيد قيام دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية وقد اتخذت قرارات بوضع إشارات على منتجات المستوطنات كخطوة عملية تأكيداً على موقفها وتذمرها من الإجراءات التي تمارسها دولة الاحتلال مستوطنيها، ومن هنا فقد بات واضحاً بأن العالم أصبح مقتنعاً بإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية.
لاشك بأن رفع العلم الفلسطيني فوق مباني الأمم المتحدة سجل انتصاراً سياسياً ومعنوياً للشعب الفلسطيني وجاء إكراماً لأرواح الشهداء وتضميداً لدماء جرحانا ووفاءً لأسرانا البواسل، ولكن هذا يحتم علينا تتويج انتصاراتنا بإنهاء الانقسام وتوحيد الموقف الفلسطيني وتحقيق الوحدة الوطنية تحت مظلة واحدة ألا وهي منظمة التحرير الفلسطينية وهاهي الفرصة مازالت متاحة بعد أن أعلن عن تأجيل انعقاد المجلس الوطني الفلسطيني لثلاثة شهور قادمة يمكن خلالها ترتيب البيت الفلسطيني لما يضمن إعادة القوة لمنظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني بكل مكوناته والتي ناضلت بكل فصائلها من أجل الدفاع عن شعبنا الفلسطيني رغم ما تعرضت له من مؤامرات كان هدفها الالتفاف علي القرار الفلسطيني المستقل وهنا نستذكر قول الشهيد القائد الرمز أبو عمار حين قال سأستشهد دفاعا عن استقلالية القرار الوطني الفلسطيني.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حركة فتح في ذكرى انطلاقتها الثامنة والخمسين

معركة الكرامة والحرية من خلف القضبان

دراسة "دور الإعلام تجاه القضية الفلسطينية وآليات تعزيز التضامن العالمي إعلامياً مع الشعب الفلسطيني"