خطاب الرئيس الفلسطيني بيان رقم ( 1 )


خطاب الرئيس الفلسطيني بيان رقم ( 1 )
بقلم : أحمد يونس شاهين
'يا أيها الذين امنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون' هذه هي الآية الكريمة التي استهل بها الرئيس محمود عباس خطابه الذي وجهه للشعب الفلسطيني والتي تحمل إشارة حثهم فيها على الصبر والرباط والصمود في وجه الاحتلال الغاشم، خطاب نوعي مختلف عن سابقه من الخطابات التي اعتدنا عليها، فقد وضع فيه النقاط على الحروف وفسر ما بين السطور وحدد مسارات المرحلة المقبلة برسائل ثلاث، الأولى منها رسالة للشعب الفلسطيني بأن يستمر في نضاله حتى النصر وأن يتوحد لما فيه مصلحة الوطن وهذا ما أشار إليه في الآية الكريمة وأكد أنه لا يمكن الاستمرار بالالتزام بالاتفاقات ما لم يلتزم بها الاحتلال وعزز من صمود أهلنا في القدس الشريف وبارك هذا الصمود العظيم، أما الرسالة الثانية فهي موجهة للاحتلال بأن يكف عن ممارساته وجرائمه وينهي احتلاله لأرضنا وأن القيادة الفلسطينية ستلاحقهم في المؤسسات الدولية وأن هذا الشعب العظيم بأبنائه لن يقف رهينة للاتفاقات التي لم يلتزم بها الاحتلال، وأما الرسالة الثالثة فكانت للعالم والأمم المتحدة لأن يقفوا أمام مسؤولياتهم بإنهاء الاحتلال قبل فوات الأوان بمعنى أن هذه الهبة ستمتد وتقلب المنطقة رأس على عقب في ظل تمادى الاحتلال باعتداءاته على مقدساتنا في الوقت الذي تخيم فيه الفوضى والطائفية على المنطقة.
عبارات وكلمات استخدمها الرئيس توحي بأن نهجه قد تغير وبدأ بالإعداد لمرحلة جديدة ونوعية في أسلوب التعامل مع الاحتلال وغطرسته ، ويأتي هذا الخطاب اليوم استكمالاً للخطاب الذي وجهه للعالم من على منصة الأمم المتحدة ومدى ترسيخ مفردات هذين الخطابين على أرض الواقع فقد كان الخطاب الأممي الشرارة التي أشعلت الهبة الجماهيرية ويأتي الخطاب الثاني ليرسم ملامح المرحلة المقبلة، وباعتقادي أن هذا الخطاب لن يكون الأخير بل سيتبعه عدة خطابات وفق كل محدثة جديدة على الأرض، وفي أول رد فعل إسرائيلي جاء على لسان رئيس حكومة الاحتلال حيث قال بأن خطاب الرئيس محمود عباس يأتي في إطار التحريض واستخدامه الدين من أجل ارتكاب أعمال إرهابية.
فالمرحلة اليوم ليس كسابقاتها وإنما تتطلب من الفصائل الفلسطينية الوقوف بجانب الشعب الفلسطيني في وجه الاحتلال من أجل تقرير مصيره بالحرية والاستقلال ويتوج ذلك بالوحدة الوطنية ورص الصفوف بعيداً عن المصالح الضيقة، وعلى الفصائل الفلسطينية أن تقرأ عبارات اللوم التي تحملها وجوه الشباب المنتفض الذين رسموا حالة التلاحم بين جميع أطياف الشعب الفلسطيني وهي رسالة صريحة لكل فصائلنا الوطنية والإسلامية، فلقد أثبت الشعب الفلسطيني اليوم بأنه قادر على مواجهة الاحتلال بحجر وسكين بعيداُ عن الفصائلية في مدة قصيرة جداً فرض فيها حالة من عجز الرد الإسرائيلي العنيف وهذا ينبه بعدم تغيير سلوكيات المواجهة مع الاحتلال لتأخذ منحنى آخر وهو استخدام السلاح الفلسطيني الأمر الذي ينتظره الاحتلال ويعطيه مبررات ليشرع لنفسه حرية الرد العنيف ربما بالاجتياحات الموسعة وإعادة الاحتلال والعودة إلى نقطة الصفر في الوقت الذي ينادي فيه العالم بمكافحة الإرهاب ويقف صامتاً عاجزاً أمام الإرهاب الإسرائيلي.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حركة فتح في ذكرى انطلاقتها الثامنة والخمسين

معركة الكرامة والحرية من خلف القضبان

دراسة "دور الإعلام تجاه القضية الفلسطينية وآليات تعزيز التضامن العالمي إعلامياً مع الشعب الفلسطيني"