القدس بؤرة الصراع العربي الإسرائيلي


بقلم: أحمد يونس شاهين

منذ بداية الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين شرعت إسرائيل باتخاذ عدة إجراءات تعسفية مدروسة وفقاً لاستنتاجات سياسية تهدف إليها وتندرج هذه الممارسات تحت عنوان الإرهاب المنظم الذي تسلكه في الأراضي الفلسطينية وتحديداً أراضي القدس من سياسة التغيير لمعالمها العربية والإسلامية واستبدالها بأسماء صهونية لا أساس ولا وجود لها، وسياسة هدم المنازل الفلسطينية بحجج واهية وشق طرق جديدة يتم خلالها هدم المزيد من منازل السكان الفلسطينيين في القدس ومصادرة أراضيهم من أجل التضييق عليهم، سلوكيات تعسفية كثيرة أخرى تنتهجها حكومات دولة الاحتلال في القدس العربية منذ بداية الاحتلال كابتزاز المقدسيين وإرغام بعضهم على بيع منازلهم من خلال مضايقة المستوطنين لهم أو من خلال شراء منازلهم عبر سماسرة باعوا ضمائرهم مقابل مال الخيانة .
في الآونة الأخيرة ظهر نشاط التطرف الإسرائيلي في القدس بقيادة زعماء يهود ووزراء متطرفين من خلال اقتحاماتهم المتكررة لباحات المسجد الأقصى تحت غطاء أمني من قبل الشرطة الإسرائيلية وجوبه برد فعل وطني شريف من قبل سكان المدينة المقدسة الذين أثارت غضبهم تلك المحاولات الاستفزازية والتي أشعلت غضبهم ولم يأبهوا بقرارات حكومة الاحتلال التي نصت عقوبة السجن لمدة عشرين عاماً لمن يلقي حجراً على قوات الشرطة الإسرائيلية.
صمود المقدسيين شكل حالة من الإزعاج لحكومة الاحتلال وقواته المتمركزة في محيط المسجد الأقصى فتصاعدت طرق المواجهة حتى وصلت الى دهس المستوطنين والطعن بالسكاكين كرد فعل طبيعي وشعبي نابع عن مدى التمسك بالقدس كعاصمة لفلسطين ورمز للعروبة والإسلام، مؤخراً قام نتياهو رئيس حكومة التطرف الحالية بتقديم قانون في الكنيست ينص على يهودية الدولة والذي يحمل في طياته مخاطر جسيمة تضر بمستقبل القضية الفلسطينية ومكانة القدس ويؤزم إمكانية حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وبات واضحاً اليوم أن دولة الاحتلال الإسرائيلي قد ألقت بالحل السياسي السلمي خلف ظهرها بعد أن ظهرت نواياهم بتحويل الصراع إلى صراع ديني ، وهذا بمباركة أمريكة وصمت عربي صريح مازال في سباته العميق والذي لم توقظه الاعتداءات الأخيرة على المسجد الأقصى وإن كان هناك تحرك سياسي طرأ من الأردن كونها صاحبة الوصاية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس واحتجاجات السلطة الفلسطينية ودعمها لسكان المدينة المقدسة في نضالهم الشعبي وتصديهم للمتطرفين الصهاينة، مما أجبر الحكومة الإسرائيلية على التباطؤ وليس التوقف عن الاستمرار في ممارساتهم العدوانية.

قرار نتياهو لن يأتِ من فراغ فكان القصد من ورائه هو محاولة من نتياهو للخروج من أزمته التي وقع بها بعد حرب الخمسون يوماً على غزة والتي لم يحقق فيها أي أهداف حقيقية يقدمها للجمهور الإسرائيلي ويقنع بها معارضيه من الساسة الإسرائيليين حيث اتضح هبوط شعبيته في الأوساط الإسرائيلية المختلفة من جهة، ومن جهة أخرى محاولة لكسب تأييد ودعم فئة المتدينين اليهود في الانتخابات القادمة من خلال استهداف الطابع العربي والإسلامي للقدس الشريف، فالغضب الفلسطيني وتحديداً في القدس لابد وأن ينفجر في وجه المحتل الإسرائيلي الغاشم وحينئذ ستفقد كل الأطراف في المنطقة الوقوف في وجهه لاسيما إذا تمادت دولة الاحتلال في ممارساتها الإرهابية والعنصرية وعليه فلن تكون القدس بشبابها وحيدة تواجه مصيرها في مواجهة الرياح العاتية للتهويد وسياسة العدوان الهمجي في القدس العربية والتي ستبقى عربية إسلامية.  

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حركة فتح في ذكرى انطلاقتها الثامنة والخمسين

معركة الكرامة والحرية من خلف القضبان

دراسة "دور الإعلام تجاه القضية الفلسطينية وآليات تعزيز التضامن العالمي إعلامياً مع الشعب الفلسطيني"