في ضوء قرارات المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية


في ضوء قرارات المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية
بقلم: أحمد يونس شاهين
بعد يومين من النقاش والحوار تصدر قرارات هامة عن المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية جاءت في سياق تقييم العلاقة مع دولة الاحتلال ونتيجة لإصرارها وتعنتها وتحللها من الالتزامات والاتفاقيات التي وقعتها مع الفلسطينيين واقتصرت على اختصار هذه الاتفاقيات بالشق الأمني منها وحصرها في الجوانب التي تضمن مصالح وأمن الإسرائيليين فقط دون الاكتراث لمعاناة وأمن الفلسطينيين وتطلعاتهم، حيث استمرار الإسرائيليين في هجماتهم الاستيطانية ومصادرة الأراضي في عمق حدود الدولة الفلسطينية التي ستقام آجلاً أم عاجلاً وتهويد المدينة المقدسة وحروبها المتعاقبة على غزة وآخرها عملية القرصنة على عائدات الضرائب مستخدمة إياها ورقة ضغط وفي نفس الوقت إجراء عقابي ضد السلطة الوطنية الفلسطينية نتيجة لتوجه القيادة الفلسطينية إلى مجلس الأمن من أجل المطالبة بوضع حد لاستمرار الاحتلال الإسرائيلي بالرغم من فشل القرار.
إن جل القرارات التي صدرت عن المجلس المركزي نالت رضا وارتياح الشعب الفلسطيني وفصائله وكافة شرائحه ورسالة إلى دولة الاحتلال مفادها أن للشعب الفلسطيني قيادة فاعلة حريصة على مصالحه حافظة لآماله وتطلعاته ومدافعة عن حقوقه الوطنية المشروعة لاسيما أن جميع الفصائل الفلسطينية بما فيها حركة حماس رحبت بهذه القرارات ودعت إلى تنفيذها، وهذا يشكل حافزاً يمكن اعتباره حجر أساس يجب البناء عليه انطلاقاً من تفعيل المصالحة الوطنية وتحقيق الوحدة الوطنية التي باتت مطلباً ملحاً في ضوء القرارات التي اتخذها المجلس المركزي من أجل رص الصفوف وتعزيز الصمود في وجه التحديات المتوقعة بعد صدور هذه القرارات، وهنا أتوقف عند دعوة المجلس المركزي لدولة الاحتلال لتحمل مسؤولياتها تجاه الشعب الفلسطيني كسلطة احتلال وفقاً للقانون الدولي ودعوة مجلس الأمن الدولي لوضع سقف زمني لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وهذا سيدخل الصراع العربي الإسرائيلي في مرحلة جديدة أكثر حساسية من ذي قبل.
وفي ضوء الدعوات الظاهرة لإجراء الانتخابات فهذا يتوجب على جميع الفصائل الفلسطينية إرساء المصالحة الحقيقية فيما بينها وتعزيزها بخطوات عملية من جميع النواحي المختلفة والتوافق على إستراتيجية وطنية تنال احترام والتزام كل الفصائل والتيارات الوطنية والإسلامية تشمل حسن العلاقات الوطنية والعلاقات الإقليمية كي لا تتأثر سلباً لاسيما التوتر الشديد الذي تشهده العلاقة بين حركة حماس مع مصر حتى لا تلقي بظلالها على حياة المواطنين الفلسطينيين في غزة.
باعتقادي أن البيان الختامي للمجلس المركزي وما شمله من قرارات تشكل تربة خصبة للانطلاق نحو تحقيق المصالحة والكف عن الكيل بالاتهامات والانتقادات اللاذعة حيث شمل البيان كل ما يدور على الساحة الفلسطينية من أحداث ومستجدات واتخذ قراراته المناسبة تجاهها، وهنا يجب على القيادة الفلسطينية والفصائل كافة العمل على تفعيل منظمة التحرير وفقاً لما تم الاتفاق عليه باتفاق القاهرة وغيرها من الاتفاقات الفلسطينية الفلسطينية وانتظام عقد اجتماعات المجلس المركزي للحفاظ على شرعية منظمة التحرير التي عملت دولة الاحتلال مراراً وتكراراً منذ تأسيسها على تجاوزها وتهميشها والالتفاف عليها.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حركة فتح في ذكرى انطلاقتها الثامنة والخمسين

معركة الكرامة والحرية من خلف القضبان

دراسة "دور الإعلام تجاه القضية الفلسطينية وآليات تعزيز التضامن العالمي إعلامياً مع الشعب الفلسطيني"