أحداث غزة سابقة خطيرة على الساحة الفلسطينية



أحداث غزة سابقة خطيرة على الساحة الفلسطينية
بقلم: أحمد يونس شاهين
غزة- الرواسي- الوحدة، الوحدة، الوحدة الوطنية كلمة كان يرددها الزعيم الراحل الشهيد الرمز ياسر عرفات "أبو عمار" في كل خطاب وكلمة يلقيها للأمة العربية والشعب الفلسطيني وكأنه كان يدرك ما سيحدث بعد وفاته، وكأنها كانت وصية للفلسطينيين بأن يحرصوا على وحدتهم ولحمة الجسد الفلسطيني الواحد، وكانت رسالة تحذير للإسرائيليين بأن لا يتدخلوا بالشأن الفلسطيني وعدم الاقتراب منه، وكم كانت وما زالت إسرائيل تعمل على شق الصف الفلسطيني وفصائله الوطنية ليسهل لها تمرير مخططاتها والعمل بأريحية مطلقة بما تسلكه من سياسة عدائية وسلوك عنجهي في كل الأراضي الفلسطينية، وللأسف فقد نجحت إسرائيل بسياستها وكان الانقسام الفلسطيني تربة خصبة للأفعال الإسرائيلية العنجهية والعدوانية على الصعيد السياسي والأمني، فاتخذت الانقسام ذريعة للتشكيك بمن يمثل الشعب الفلسطيني هل هي حركة فتح والسلطة بقيادة الرئيس أبو مازن أو حركة حماس التي تحكم قطاع غزة؟ وكلنا يدرك جيداً ما النتائج التي ترتبت على الانقسام الفلسطيني، ولكن بعد سلوك قطبي الانقسام الفلسطيني طريق المصالحة وتشكلت حكومة الوفاق كأول خطوة عملية لإنهاء الانقسام بدأت إسرائيل بتصعيد عدوانها فكانت الحرب على غزة وكلنا نعرف آثارها، والاعتداءات واقتحامات باحات المسجد الأقصى لهو الحدث الأخطر وما يترتب عليه من نتائج كثيرة وخطيرة وأخطرها هو تحويل الصراع إلى صراع ديني، أما ما طرأ مؤخراً في غزة وهي التفجيرات التي طالت منازل وممتلكات خاصة لقيادات فتحاوية في غزة وتفجير منصة مهرجان إحياء ذكرى استشهاد الشهيد الرمز أبو عمار لأمر صادم للكل الفلسطيني شعباً وفصائلياً، وتسارعت بيانات الإدانة والاستنكار لهذه الأحداث الإجرامية من جميع الفصائل بما فيها حركة حماس التي ما زالت تدير الأمن في قطاع غزة، ويستعدي هذا الحدث أن يقف الجميع أمام مسؤولياته بعيداً عن توجيه الاتهامات من البعض للبعض وهذا ما تنتظره إسرائيل وتدبر له ويلزمنا كفلسطينيين أن نوجه أصبع الاتهام للعدو الحقيقي لشعبنا الصابر وهو الاحتلال الإسرائيلي لأن هناك طابور خامس ما زال يعمل بصمت للنيل من وحدتنا، وهنا لا نخلى أنفسنا من المسؤولية تجاه هذا الحادث الأليم والخطير، لأن كل حدث إجرامي لما كان سيحدث لولا وجود ثغرات تمهد له سهول وقوعه بمعنى أنه كان من الضروري على القيادات الفلسطينية أن تأخذ احتياطاتها الأمنية في تحركاتها بالتنسيق المطلق مع الواقع الأمني الموجود، وهنا أيضاً كان من مسؤوليات الأمن في غزة تأمين موقع المهرجان كونه في حدود سيطرتها الأمنية، وهذا لا يعطي مبرراً أن تكون أطراف فلسطينية في دائرة الاتهام كي لا تكون شهادة براءة للأيدي الخفية المدسوسة التي قامت بهذا العمل الإجرامي لإثارة الفتنة وإرهاق الجبهة الداخلية التي فشلت فيها إسرائيل بكل حروبها ضد شعبنا الفلسطيني.
لذا يتوجب على فصائل العمل الوطني بكل مكوناتها تفويت الفرصة على عدونا الحقيقي والعمل على ربط الجأش والتحلي بالمسؤولية الوطنية وعدم الانجرار وراء هذه العمل الإجرامي والابتعاد عن مربع الفعل ورد الفعل وإلقاء التهم والعمل على التنسيق الكامل للوصول إلى الأيدي الخفية التي قامت بهذا العمل.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حركة فتح في ذكرى انطلاقتها الثامنة والخمسين

معركة الكرامة والحرية من خلف القضبان

دراسة "دور الإعلام تجاه القضية الفلسطينية وآليات تعزيز التضامن العالمي إعلامياً مع الشعب الفلسطيني"