حكومة نتياهو راعية لانتهاكات المتطرفين في القدس


حكومة نتياهو راعية لانتهاكات المتطرفين في القدس
بقلم: أحمد يونس شاهين

 اعتداءات واقتحامات متكررة لم تنقطع من قبل المتطرفين الإسرائيليين وبحماية أمنية من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي  يقودها زعماء متطرفين للمسجد الأقصى يقابلها صمود وتحدي سكان القدس بشبابها ونسائها وفتيانها في ظل صمت العرب وانشغالهم بشؤونهم الداخلية التي نتجت عن ما يسمى بالربيع العربي، وهذا جزء من المؤامرة الأمريكية الإسرائيلية بهدف لفت الانتباه عن القضية الفلسطينية و الممارسات الإسرائيلية العدائية ضد الأراضي الفلسطينية وتحديداً في القدس الشريف، فاتخذت حكومة التطرف الإسرائيلي منحى السلوك العدائي طريقاً لتحقيق أهدافها وتقويض الدولة الفلسطينية التي يحلم بها الشعب الفلسطيني، فقد تفاقمت عمليات تغيير معالم القدس التاريخية والإسلامية وصهينتها واستمرار الحفريات تحت المسجد الأقصى، وفي محاولة إسرائيلية جديدة ناقش الكنيست الإسرائيلي قانون يمنح اليهود الحق في دخول المسجد الأقصى وتقسيمه وفق جدول محدد زمانياً ومكانياً للتحكم بإغلاق وفتح أبواب المسجد الأقصى ومنع المسلمين من أداء الصلاة فيه والسماح بشكل رسمي لدخول المتطرفين الصهاينة لباحات المسجد الأقصى على غرار ما حدث في الحرم الإبراهيمي، وتشجيعهم بل وحثهم على توسيع هجمتهم وتكرار اقتحاماتهم لتدنيس باحاته بقيادة زعماء دين متطرفين كأمثال المتطرف الإرهابي "غليك" الذي تزعم مؤخراً مجموعة من الصهاينة واقتحم المسجد الأقصى فما كان الرد إلا بإطلاق النار عليه من قبل البطل الفلسطيني "معتز حجازي" والذي استشهد لاحقاً وقامت قوات الاحتلال بتضييق الخناق على المصلين،  وهذا يعد أمر خطير للغاية قد ينذر بإشعال فتيل أزمة حقيقية في القدس والأراضي الفلسطينية وخلق تربة خصبة لجر المنطقة لحرب دينية لا يحمد عقباها بدلاً من حالة الصراع السياسي، لقد تمادت الجماعات المتطرفة وقطعان المستوطنين بممارساتها العدائية حتى وصلت الى حد دهس المواطنين ومنهم الأطفال دون حسيب أو رقيب.

إن الجرائم وتوسيع دائرة العدوان على المقدسات الفلسطينية وبشكل خاص في المسجد الأقصى له مغزى سياسي إسرائيلي على مستوى العلاقات الدبلوماسية مع أمريكا حيث شهدت توتراً خفيفاً مؤخراً بعد التفوهات على وزير الخارجية الأمريكي جون كيري وإن لم يؤثر على متن التحالف الأمريكي الإسرائيلي مما أجبر الوزير كيري على الاتصال بنتياهو لحثه على عدم اتخاذ إجراءات استفزازية من شأنها أن تأخذ المنطقة منحنى خطير، ونؤكد هنا إلى أن الانتهاكات الإسرائيلية ما كانت لتستمر لولا التساوق الأمريكي مع السياسة الإسرائيلية وعدم اتخاذ خطوات فعلية للجمها ووقفها عن الاستمرار في هجماتها وممارساتها وكما أن القوى الدولية ذات التأثير لم تقو حتى الآن على ممارسة الضغط على إسرائيل وأمريكا لإلزامهما بخيار حل الدولتين بناء على قرارات مجلس الأمن، ولكن انتفاضة المقدسيين وتحديهم للانتهاكات الإسرائيلية ستكون هي الرادع الأقوى للجم المتطرفين الصهاينة ، والشعوب العربية وإن طال صمتها بفعل المتغيرات الأخيرة في بلدانها فلابد من صحوة وحراك لأن المقدسات والأقصى خاصة خطوط حمراء يصعب تجاوزها.


ملخص ما سبق لابد من تحرك عربي وإسلامي في كل المحافل العربية والإسلامية والدولية من خلال منظمة المؤتمر الإسلامي والجامعة العربية ومجلس الأمن الدولي وتنشيط الحراك الدبلوماسي الفلسطيني والعربي والإسلامي على كل الأصعدة وفضح ممارسات الاحتلال وجرائمهم وانتهاكاتهم ومراجعة كل اتفاقات السلام الموقعة مع الكيان الإسرائيلي، وأن تأخذ الأردن دورها كونها صاحبة الوصاية على المقدسات الإسلامية في القدس وتستخدم أوراق الضغط لديها كما مصر كونها حاضنة للقضية الفلسطينية والتي تربطها بإسرائيل اتفاقية سلام .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حركة فتح في ذكرى انطلاقتها الثامنة والخمسين

معركة الكرامة والحرية من خلف القضبان

دراسة "دور الإعلام تجاه القضية الفلسطينية وآليات تعزيز التضامن العالمي إعلامياً مع الشعب الفلسطيني"