غزة تحت النار


بقلم الكاتب / أحمد يونس شاهين

لم يشهد العالم منذ عشرات السنين التي اقتربت من المائة عام حادثة أفظع وأبشع من حادثة حرق وقتل الطفل الفلسطيني محمد أبو خضير على أيدي مستوطنين إرهابيين يكتظ في قلوبهم الحقد على كل ما هو عربي، وليس غريباً أن تخفف إسرائيل من وطأة هذه الواقعة المحرمة دولياً وبررتها بالدفاع عن النفس، ونتاجاً لحادثة خطف وقتل ثلاثة مستوطنين لم يعلن أي طرف فلسطيني عنه مما يثير الشك عن حدوث تلك العملية في ظل معرفتنا وتعودنا عن إسراع الفصائل المقاومة الفلسطينية عن تبني مثل هذه العمليات. وقد كان الرد العسكري الإسرائيلي يفوق حجم عملية خطف وقتل المستوطنين الثلاثة للفت الأنظار عنها، وقامت بشن حملتها المسعورة في مدن الضفة والقدس وصولاً إلى هدفها الرئيسي من تلك الحملة البشعة وهو إعلان الحرب على غزة ويعود هذا الى عدة أهداف في جعبة حكومة التطرف الإسرائيلي التي يتزعمها نتياهو ومنها على سبيل المثال خروج حكومته من المأزق السياسي الداخلي وخلاف نتياهو مع المتطرف ليبرمان الذي يطالب بشراسة قصف غزة وحرقها عن بكرة أبيها واغتيال القادة من مختلف الفصائل حتى وصل التهديد شخص الرئيس أبو مازن، ومن جهة أخرى جر فصائل المقاومة وتحديداً حركة حماس في غزة الى مربع العنف وتسويق دفاعها عن غزة بصواريخها بأنه إرهاب ضد الشعب الإسرائيلي! ويأتي هذا بعد إعلان المصالحة وإنهاء الانقسام بتشكيل حكومة الوفاق لإحراج الرئيس محمود عباس في المحافل الدولية بأنه تحالف مع الإرهاب الفلسطيني المتمثل في حركة حماس على حد وصف حكومة نتياهو. فعلى الفلسطينيين أن يتخذوا موقفاً موحداً يستند على سبل واضحة تحقق أهداف الشعب الفلسطيني ونيل حقوقه المعروفة التي كفلتها كل القوانين والمواثيق الدولية.
باتت إسرائيل عاجزة اليوم مواصلتها الادعاء بأنها دولة قانون أو دولة علمانية أو ليبرالية بل أصبحت تطالب باعتبارها دولة يهودية القومية تماشياً مع إعلان دولة الخلافة التي يدعو لها المتطرفون الإسلاميون في بعض الدول العربية والذين حرفوا بوصلة الجهاد نحو مطالبهم ومكاسبهم الشخصية.
إن غزة اليوم تدفع ثمن عزة الأمة العربية التي تجيد الصمت بكافة أشكاله عن جرائم العدو الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني واكتفت بعض زعامات العرب بالإدانة وتوجيه دعوات ضبط النفس بشكل حيادي بين المقاتلين الفلسطينيين والعدو الصهيوني ولحتى اللحظة لم يجرؤ العرب على توجيه دعوة لانعقاد اجتماع لمجلس الأمن الدولي يطالب بوقف العدوان الصهيوني على الشعب الفلسطيني.
في ظل هذا الصمت العربي تتمادى الحكومة الإسرائيلية في توسيع هجمتها المسعورة ضد غزة وشعبها حتى طالت بيوت المدنيين مما أدى الى استشهاد عشرات المدنيين كما حدث في محافظة خانيونس لعائلة كوارع ومدينة بيت حانون لعائلة حمد.
المجد والخلود لشهدائنا الأبرار والعزة والنصر لشعبنا الفلسطيني المرابط والمدافع عن كرامة العرب.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حركة فتح في ذكرى انطلاقتها الثامنة والخمسين

معركة الكرامة والحرية من خلف القضبان

دراسة "دور الإعلام تجاه القضية الفلسطينية وآليات تعزيز التضامن العالمي إعلامياً مع الشعب الفلسطيني"