كيري ومناوراته الخاسرة


بقلم / احمد يونس شاهين

تصر الإدارة الأمريكية على تجاهلها بل على دعمها للموقف الإسرائيلي المتصلب تجاه العودة للمفاوضات مع القيادة الفلسطينية في محاولة منها لثني ذراعها والعودة إلى المفاوضات وفق رؤيتها توازياً مع استمرار المشروع الاستيطاني الإسرائيلي وتمعن في مساومة السلطة مالياً برفع مستوى الاقتصاد لديها تحت عنوان ما يسمى بالسلام الاقتصادي هذا المصطلح الذي استحدثته نتيجة الفشل الذي حل بالعملية السلمية بين فلسطين والحكومة الإسرائيلية المتطرفة في محاولة منها للتستر على جرائم الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني.
لقد زار وزير خارجية أمريكا فلسطين وإسرائيل بهدف تحريك عملية المفاوضات إلا انه جوبه بتعنت إسرائيلي غير مسبوق وكان قد صرح بأن إسرائيل ستتخذ مواقف ايجابية خلال أيام بعد لقائه الأخير برئيس وزرائها قبل المؤتمر الاقتصادي بالأردن وكرر هذا عقب المؤتمر قبيل عودته إلى امريكا موهماً نفسه بشيء من الأمل بإحراز تقدم ملموس، وأخيرا اتصل بالرئيس الفلسطيني باحثاً معه السبل التي من شأنها تحريك عملية السلام وكأن أبو مازن هو الرافض والمتعنت للعودة إلى المسار التفاوضي في الوقت ذاته لا نسمع إلا عبارات الاستياء الامريكية من مواصلة الاستيطان التي تسير بخط موازي لتحركات كيري من أجل فتح باب التفاوض.
إن التعنت الإسرائيلي يشكل عائقاً كبيراً في  نجاح أي جهود لاستئناف المفاوضات، وهذا ما أمر متفق عليه دولياً وهذا ما تعلمه أمريكا التي أوفدت وزير خارجيتها جون كيري إلى المنطقة موكلة له ملف المفاوضات بين فلسطين واسرائيل ومنحته فترة ليحاول فيها استقطاب الطرفين لدائرة المفاوضات ولكن اقتصر دوره بالظهور أمام الكاميرات والتحليق في دائرة الاعلام فقط لعدم تعاطي اسرائيل وتجاهلها لدوره حيث قللت من أهمية وجوده في المنطقة مكتفية بمنحه الوعود والكلام المعسول لأنها تعى جيداً بان كيري لم يأتِ حاملاً أي رسائل تهديد أمريكية من شأنها إخضاعها للجلوس حول طاولة المفاوضات والتماشي مع متطلبات السلام أو الاستجابة لشروط الرئيس الفلسطيني.
يحاول كيري العمل على ترميم العلاقة بين الفلسطينيين والإسرائيليين خشية من حدوث حالة انفجار يصعب السيطرة عليها نتيجة للممارسات التي تقوم بها اسرائيل في القدس والضفة وفقدان الامل بالتسوية السلمية في ظل هذا الوضع القائم ومن جهة أخرى تحاول أمريكا احتكار الملف الفلسطيني الإسرائيلي وتكون هي الطرف الخارجي والمؤثر فيه واستبعاد أي طرف دولي عنه خوفا على مصالح اسرائيل واستمرار الضغط على الفلسطينيين بعدم التوجه الى المؤسسات الدولية  ضد اسرائيل بعد ان حصلوا على الاعتراف بهم كدولة والتى أتاحت لهم الحق بهذا وهذا ما يلوح به الرئيس الفلسطيني في حال فشلت كل المساعي لإقناع اسرائيل لوقف ممارساتها والعودة الى طاولة المفاوضات
فلا شك بان الحالة التي وصل اليها العرب قد أثرت سلبا على الحالة الفلسطينية اكثر مما كانت عليه سابقا فقد عملت امريكا على استغلالها وتمكنت من الحصول من جامعة الدول العربية على مبادرة تبديل الاراضي التي أفرزتها الحالة العربية ورفضتها اسرائيل.


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حركة فتح في ذكرى انطلاقتها الثامنة والخمسين

معركة الكرامة والحرية من خلف القضبان

دراسة "دور الإعلام تجاه القضية الفلسطينية وآليات تعزيز التضامن العالمي إعلامياً مع الشعب الفلسطيني"