أبومازن واللقاء المرتقب


بقلم/ أحمد يونس شاهين
أيام قليلة ويكون اللقاء التاريخي بين الرئيس محمود عباس والرئيس باراك أوباما في واشنطن بتاريخ 17/3، وهذا اللقاء الذي سبقه بيان من وزارة الخارجية الأمريكية مفاده أن الاعتراف بيهودية الدولة ليس شرطاً مسبقاً في عملية التفاوض وأن هذا الأمر متروكاً لكلا الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي خلال المفاوضات، بمعنى أن أوباما لم يتدخل لإسقاط هذا الشرط الإسرائيلي من عملية التفاوض خلال لقاؤه نتنياهو في البيت الأبيض وأعطى الإذن للإسرائيليين بأن يستخدموا هذا الشرط كأداة ضغط بل كحجر عثرة في سير المفاوضات، ومن هنا بات واضحاً أن الإدارة الأمريكية لم تستخدم نفوذها الحيادي في عملية السلام لاسيما أنها أضفت بشرعية يهودية الدولة باعترافها بها في عهد أوباما، ومن خلال تصريحات نتياهو بعد اجتماعه مع أوباما والتي جاء فيها بأنه لم يتعرض لأي ضغوط من قبل الرئيس الأمريكي أوباما والتي كان يخشاها بعكس ما كان يتوقع، اعتقد أن الأمور زادت تعقيداً بعدما كرر نتنياهو تصميمه بمطلب الاعتراف بيهودية الدولة والقدس عاصمة أبدية للدولة الإسرائيلية وهي خارج دائرة المفاوضات . إن عملية التفاوض بالنسبة لنتنياهو هي فقط كسب المزيد من الوقت لإكمال مشاريعه الاستيطانية والتهويدية في الأراضي الفلسطينية. نتنياهو الذي بدا كحمل وديع في البيت الأبيض وبكلماته التي صاغها بإتقان وألقاها أمام الكونجرس لكسب التعاطف الأمريكي وكأنه رجل سلام يطمح لتحقيق السلام مع الفلسطينيين المتشددين بمواقفهم أبدى استعداده لتقديم تنازلات كبيرة كالانسحاب من بعض المستوطنات المهمة في الضفة وألقى اللوم على الرئيس أبو مازن مواصلاً حربه الدبلوماسية التي يشنها ضده . إن لقاء الرئيس الأمريكي أوباما بالرئيس محمود عباس سيكون لحظة تاريخية حاسمة يتم خلالها كشف ما آلت إليه جولات كيري وجلسات المفاوضات السابقة بين الوفدين الفلسطيني والإسرائيلي ولن يُتوقع منها مخرجات من شأنها انبعاث الأمل في إمكانية حل الصراع في المنطقة بعدما لاحظنا عدم جدوى اللقاء السابق بين أوباما ونتنياهو وغياب آلية الضغط الأمريكي خلاله. فلم يتبق سوى شهر لانتهاء عمر عملية التفاوض وهذا غير كاف لانجاز أي اتفاق ما لم تنجزه طيلة الأشهر الماضية وكل جلساتها ومباحثاتها العميقة بين الطرفين وجولات كيري المكوكية، فالمرحلة ما بعد لقاء أوباما وأبو مازن باتت ملامحها أكثر خطورة في ظل التعنت والرفض والتنكر الإسرائيلي لأبسط الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، باعتقادي إن عدم تمديد مدة المفاوضات وأيضاً احتمالية تمديدها دون وضع أسس تضمن حصول الفلسطينيين على حقوقهم المشروعة سيكون أمراً أكثر تعقيداً، ويجب أن لا يكون على حساب الطرف الفلسطيني وإلا فإن المرحلة ستدخل دائرة المجهول والخيارات كثيرة وأبسطها لن يكون سهلاً، لذا يتوجب علينا كفلسطينيين أن نعيد حساباتنا وندرك خطورة المرحلة المقبلة من خلال توحيد موقفنا بعد إتمام المصالحة الحقيقية وإنهاء حالة الانقسام الفلسطيني الفلسطيني ونأخذ في حساباتنا حجم التهديدات الإسرائيلية والتغول الإسرائيلي والتهويد لمقدساتنا والتهديدات التي طالت شخص الرئيس أبو مازن وأن لا يتكرر نفس السيناريو الذي أدى إلى إقدام إسرائيل على اغتيال الرئيس الراحل الشهيد أبو عمار وأن نقف خلف الرئيس أبو مازن لأنه خطر على الإسرائيليين بسياسته الناعمة والتي استطاع من خلالها أن يلف الحبل الحريري على عنق الكيان الغاصب ، بعدما جرده من إنسانيته وكشفه أمام الرأي العالمي كدولة احتلال وإرهاب منظم .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حركة فتح في ذكرى انطلاقتها الثامنة والخمسين

معركة الكرامة والحرية من خلف القضبان

دراسة "دور الإعلام تجاه القضية الفلسطينية وآليات تعزيز التضامن العالمي إعلامياً مع الشعب الفلسطيني"