ماذا بعد فشل المفاوضات..؟


بقلم الكاتب/ أحمد يونس شاهين
أثناء صعوده للطائرة التي أقلته إلى الولايات المتحدة الأمريكية قال نتياهو في كلمة أخيرة مطمئناً حكومته المتطرفة بأنه لا يوجد أي ضغوطات أمريكية قد يتعرض لها خلال زيارته للبيت الأبيض ولقاؤه الرئيس الأمريكي باراك أوباما, وهذا ما أكده الوزير المتطرف نفتالي بينيت وهو وزير الاقتصاد في حكومة نتياهو حيث قال بأن فرص السلام لم تنتهي بعد ورفض بأن تمارس أي ضغوطات على إسرائيل وتبجح بالقول بأنه لا يوجد شريك فلسطيني حقيقي مخول لتوقيع أي اتفاق سلام مع إسرائيل إن حصل مشيراً إلى أن الرئيس أبو مازن لا يمثل الفلسطينيين ككل وأعتقد هنا أن هذا التصريح يرتكز على حالة الانقسام الفلسطيني وهي الورقة التي يلعب بها الإسرائيليون لاسيما أن الانقسام والذي تحدثنا عنه تكراراً ومراراً مازال يصب في خدمة الموقف الإسرائيلي المتصلب, وتأتي أقوال هذا المتطرف وغيره من وزراء حكومة نتياهو ضمن مسلسل التحريض والحرب الدبلوماسية التي تشنها حكومة التطرف الإسرائيلية ضد الرئيس أبو مازن, وأعود هنا إلى زيارة نتياهو للبيت الأبيض وبناءً على متانة العلاقة الإستراتيجية بين إسرائيل وأمريكا فإن الرئيس أوباما لم ولن يكون بحوزته أي ورقة ضغط فاعلة قد يمارسها على نتياهو لانجاز اتفاق سلام مع الفلسطينيين أو حتى إبداء أي مرونة من شانها أن تعطي بصيص أمل يلوح بأفق المفاوضات, فالزيارة تأتي لمناقشة قضايا هامة ذات علاقة مشتركة بين أمريكا وحليفها الاستراتيجي الأقوى في المنطقة كالملف النووي الإيراني والأزمة السورية أما مناقشة وبحث عملية السلام مع الفلسطينيين فسيكون لها جزء بسيط من برنامج الزيارة وسيتم إعداد مرحلة ما بعد الإعلان عن فشل المفاوضات ولكن بعيون أمريكية إسرائيلية ولم تصب في صالح عملية السلام في ضوء رفض الرئيس أبو مازن أي تمديد لعمر المفاوضات وبالتالي سيترتب على هذه الزيارة وضع وترتيب أوراق الضغط والمساومة الإسرائيلية بلسان أوباما على الرئيس أبو مازن خلال زيارته المرتقبة للبيت الأبيض, حيث يوجد بأجندتهم أوراق ضغط كثيرة منها على سبيل المثال الدعم الأمريكي لخزينة السلطة الوطنية الفلسطينية لاسيما أنها تعاني من أزمة مالية كبيرة علاوة على ذلك الطرح الذي تقدم به جون كيري للرئيس أبو مازن وزاد الأمر تعقيداً بأن العاصمة الفلسطينية ستكون "بيت حنينا" الأمر الذي أثار غضبه وهدد بقلب الطاولة بالإضافة إلى تحريف المطلب الإسرائيلي الأمريكي القاضي باعتراف الرئيس أبو مازن بيهودية الدولة حيث تم تعديله بالاعتراف بأن اسرائيل دولة للشعب اليهودي وهذا احتيال سياسي واضح هدفه مصادرة حق العودة بل مصادرة حق فلسطينيي 48 وتجريدهم من حقوقهم بالعيش في أراضيهم التي لم تهجرهم منها الحروب.
أوراق الضغط الامريكية سيقابلها اوراق ضغط فلسطينية أقوى صلابة يجب أن تُدرس جيداً و توحيد الموقف الفلسطيني وحشد الدعم الفلسطيني والعربي والدولي له ومن هذه الاوراق التوجه إلى المحافل الدولية ومحكمة الجنايات الدولية برفع دعاوي قضائية ضد المشروع الاستيطاني في الأراضي الفلسطينية وإدارة الحراك الدبلوماسي على أسس صحيحة لفضح اسرائيل دولياً ونقل ملف المفاوضات إلى الامم المتحدة كراعي جديد لعملية السلام, ومن النتائج المتوقعة لفشل المفاوضات قيام انتفاضة ثالثة قد تكون مختلفة عن سابقتيها وستأخذ المنطقة إلى دوامة عنف لم يسبق لها مثيل وخصوصا أن اسرائيل لم تكِل يوماً عن ممارساتها العدائية ضد الشعب الفلسطيني ومواصلتها سياسة الاغتيالات والتي كان أخرها في بيرزيت, والاستيطان وتهويد القدس والاقتحامات المتكررة لباحات المسجد الأقصى وحصار غزة. 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حركة فتح في ذكرى انطلاقتها الثامنة والخمسين

معركة الكرامة والحرية من خلف القضبان

دراسة "دور الإعلام تجاه القضية الفلسطينية وآليات تعزيز التضامن العالمي إعلامياً مع الشعب الفلسطيني"