المطلوب فلسطينياً بعد لقاء أبو مازن أوباما


بقلم الكاتب/ أحمد يونس شاهين
إن الرئيس أبو مازن توجه إلى الولايات المتحدة الأمريكية حاملاً رسالة من شعبه الفلسطيني لينقلها إلى أوباما تتضمن التمسك بالثوابت الوطنية والحقوق المشروعة ولا يمكن التنازل عنها وأنها غير قابلة للتساوم وعدم الاعتراف بيهودية الدولة وهذا ما تراجع عنه وزير الخارجية الأمريكي جون كيري قبيل زيارة الرئيس أبو مازن لأمريكا وواجه انتقاداً لاذعاً من المسئولين الإسرائيليين ووصفوه بممارسة الضغط على الجانب الخطأ ويأتي تصريح كيري كخطوة ايجابية وإن كانت متأخرة ولكن تعد ثمرة نتيجة للإصرار الفلسطيني بعدم تلبية الرغبة الإسرائيلية بالاعتراف بيهودية الدولة وهذا دليل واضح على عدم جدية إسرائيل بعملية السلام وليس لديها أي نوايا حقيقية تجاه السلام وحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي بعد أن طالب مسئولين إسرائيليين بانسحاب كيري كوسيط من عملية التفاوض ووقف تحركاته السياسية بهذا الاتجاه . 
إن متطلبات المرحلة التي ستلي اللقاء الحاسم الذي سيجمع الرئيس محمود عباس بالرئيس الأمريكي باراك أوباما تتمثل في ثلاث محاور أساسية:
أولاً: على الصعيد الدولي : تكثيف الحراك السياسي والدبلوماسي لنصرة القضية الفلسطينية و الذي سيشمل فضح الممارسات العدوانية التي تشنها إسرائيل ضد الشعب الفلسطينية كسياسة الاغتيالات ومصادرة الأراضي وتوسعها الاستيطاني والتهويد وطمس المعالم الإسلامية والمسيحية والاقتحامات المتكررة لباحات المسجد الأقصى والتي تفاقمت منذ الأعوام القليلة الماضية وتزامناً مع بدء مرحلة المفاوضات السياسية برعاية أمريكية منحازة تماماً للموقف الإسرائيلي والمراوغ وهذا ما أثبتته كل جلسات التفاوض بين الجانبين من خلال سياسة الضغط القاسية على المفاوض الفلسطيني، لذا فإن هناك حراك دبلوماسي جبار ينتظر الدبلوماسية الفلسطينية لكي تقوم به ولا يجب الاكتفاء بالإجراءات التي اتخذتها بعض الدول الأوربية بوقف تعاملها الاقتصادي مع المستوطنات، فالحراك السياسي يجب أن يكون شاملاً أيضاً التأكيد على حق الشعب الفلسطيني بنيل حقوقه كاملةً دون انتقاص وهذا ما نصت عليه القرارات الدولية ولا تحتاج إلى تأويل وخلق أمر واقع تفرضه إسرائيل برعاية أمريكية يرضخ له الفلسطينيون، كما هو مطلوب أيضاً عدم التردد بالتوجه إلى المؤسسات الدولية والانضمام لها لممارسة الحق الفلسطيني كعضو فيها لرفع قضايا قانونية ضد الاحتلال الإسرائيلي، ومن جانب آخر على القيادة الفلسطينية أن تعيد النظر بل أن تعمل على نزع الرعاية الأمريكية عن عملية السلام التي احتكرتها طوال المدة السابقة وتسليمها للأمم المتحدة.
ثانياً: على الصعيد العربي : يجب على الدبلوماسية الفلسطينية تفعيل وتكثيف حراكها الدبلوماسي عربياً وتوجيه رسائل للدول العربية من خلال جامعة الدول العربية تفرض على كل دولة لها علاقات دبلوماسية مع دولة الاحتلال أن تقطعها فوراً كأسلوب ضغط سياسي على دولة الاحتلال وأن لا تكتفي ببيانات الشجب والإدانة والاستنكار كما اعتدنا عليها في العقود الماضية.
ثالثاً: على الصعيد الفلسطيني والأهم: تعزيز موقف الرئيس أبو مازن وتفعيل ملف المصالحة وإنهاء الانقسام الذي يلبي رغبة المحتل لاسيما أن أهدافنا واحدة وإن اختلفت الوسائل الهادفة لتحقيقها وإنهاء مجمل الخلافات ولم الشمل الفلسطيني وعدم الانشغال بصغيرات الأمور فهناك ما هو أهم تفعيل المقاومة الشعبية ووقف التراشق الاعلامي وتكريس الاعلام الفلسطيني في خدمة القضية الفلسطينية ومواجهة التحديات والضغوطات والوقوف خلف القيادة الفلسطينية ودعمها ومساندتها

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حركة فتح في ذكرى انطلاقتها الثامنة والخمسين

معركة الكرامة والحرية من خلف القضبان

دراسة "دور الإعلام تجاه القضية الفلسطينية وآليات تعزيز التضامن العالمي إعلامياً مع الشعب الفلسطيني"