الأسرى الفلسطينيون قصة ألم لا تنتهي



أحمد يونس شاهين 

إن قضية الأسرى الفلسطينيين لهي من أكبر القضايا الإنسانية و السياسية و القانونية في العصر الحديث، لاسيما أن أكثر من مليون فلسطيني  قد خطفت السجون الإسرائيلية  سنوات كثيرة من أعمارهم على مدار سنين الصراع الطويلة مع الاحتلال الإسرائيلي، وعانوا الكثير من حملات التنكيل والتعذيب ورغم ذلك لم ييأسوا أو ينال الإحباط من نفسيتهم، كونهم أصحاب الحق الديني والتاريخي والقومي في أرض الآباء والأجداد فلسطين ولا شك بأن قضية الأسرى من القضايا الأكثر حساسية عند الشعب الفلسطيني الذي يناضل من أجل حريته وإقامة دولته المستقلة بعاصمتها القدس الشريف ولا يريد أكثر من ذلك وهذا حقه كشعب محتل سلبت أرضه واغتصبت وما زالت مغتصبة وتعيش تحت وطأة الاحتلال الأطول في العالم في زمن التحرر والديمقراطية ورغم هذا فلن تسقط أحلام أسرانا ليعانقوا شمس الحرية، إن أسرانا البواسل ماهم إلا أبطال سطروا أروع صفحات النضال الفلسطيني فمنهم من خاض حرب الأمعاء الخاوية لشهور طويلة حتى أجبر المحتل على الإفراج عنه ومنهم من استشهد داخل المعتقل بفعل الإهمال الطبي المتعمد بعد معاناته من مرض احتل جسده الطاهر، إن شعبنا الفلسطيني مازال يتألم لعذابات أسرانا الذين ما زالوا يقبعون خلف قضبان السجون الإسرائيلية ويعانوا سوء المعاملة والإهمال الصحي والحرب النفسية التي تنتهجها إدارة السجون والمعتقلات الإسرائيلية بحقهم مما اضطر بعضهم إلى اللجوء لخوض حرب الأمعاء الخاوية وهي الطريق الوحيد للخروج من السجن إما حياً أو شهيدا وعلى سبيل المثال الأسير وحيد حمدي زامل أبو ماريا (47 عاما ) والذي بدأ إضرابه عن الطعام منذ اكتر من سبعين يوماً ويقبع في مستشفى وولفسون الإسرائيلي لتدهور حالته الصحية. تفاقمت في الآونة الأخيرة ممارسات الإذلال والاهانة بحق أسرانا حتى وصلت إلى حد تخريب أغراضهم الشخصية وحتى المواد الغذائية التي يشترونها على نفقتهم الخاصة ومصادرة الأجهزة الكهربائية وإغلاق الكنتينة  والمغسلة حتى تحولت غرف الاعتقال إلى زنازين كبيرة. وعلى المستوى السياسي فإن حكومة الاحتلال استعملت قضية أسرانا كورقة ضغط على القيادة الفلسطينية لتمديد المفاوضات التي تتخذها ستاراً لمشروعها الاستيطاني وسياسة التهويد في القدس الشريف وهذا الأسلوب الإسرائيلي الابتزازي مرفوض بشكل قاطع لأن أسرانا ليسوا سلعة قابلة للمساومة فهُم من صلب قضيتنا الوطنية وقضيتهم تمثل أولوية من أولوياتنا الوطنية, وواجب الكل الفلسطيني أن تتوحد جهوده الرسمية والشعبية للدفاع عن قضية الأسرى وتدويل قضيتهم في كل المحافل الدولية, وللإعلام الفلسطيني والعربي دور كبير في فضح الممارسات الإسرائيلية وتدويل قضية أسرانا وتفعيلها وهنا نخص بالذكر الإعلام الجزائري الذي خصص بالصحف الجزائرية ملحقاً خاصاً بأسرانا الفلسطينيين وتجسيد معاناتهم وأبدى اهتمامه الكبير بقضيتهم العادلة.الأسرى الفلسطينيون قصة ألم لا تنتهي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حركة فتح في ذكرى انطلاقتها الثامنة والخمسين

معركة الكرامة والحرية من خلف القضبان

دراسة "دور الإعلام تجاه القضية الفلسطينية وآليات تعزيز التضامن العالمي إعلامياً مع الشعب الفلسطيني"