أبو مازن والثوابت الوطنية


بقلم/ أحمد يونس شاهين
بدأت مرحلة المفاوضات الثنائية مع الكيان الإسرائيلي بعد قدوم وزير الخارجية الأمريكي للمنطقة في محاولة أمريكية لإعادة بناء جسور الثقة بين القيادة الفلسطينية والحكومة الإسرائيلية فقد تم تحديد عمر هذه المفاوضات على أن لا يتجاوز التسعة أشهر والتي قال بشأنها الرئيس محمود عباس أنها لن تمدد وعلى إسرائيل التعاطي مع متطلبات الشعب الفلسطيني والمتمثلة في استرداد حقوقه الوطنية المشروعة بإقامة دولته التي اعترف بها أكثر من ثلثي دول العالم بعاصمتها القدس الشريف وحق العودة والإفراج عن جميع الأسرى فكانت هذه الخطوط الحمراء والعريضة التي تمسك بها الرئيس محمود عباس ، ومنذ أن بدأت هذه المفاوضات فاقمت إسرائيل من حجم الهجمة الاستيطانية الشرسة داخل حدود 1967 وهي حدود دولتنا الفلسطينية وتحديداً في منطقة الأغوار والقدس لوضع العصا في دولاب المفاوضات لفرض أمر واقع جديد يجب الرضوخ له.
اشترط الرئيس أبو مازن على الجانب الإسرائيلي الإفراج عن الأسرى ما قبل اتفاق أوسلو كشرط من احد الشروط للعودة إلى المفاوضات وبدأت عملية الإفراج على مراحل فما كان من الطرف الإسرائيلي إلا أنه حاول تسخير هذا الشرط لصالحه باعتباره اتفاق مقابل إقامة كتل استيطانية يقابله الإفراج عن هؤلاء الأسرى مما دفع المعارضين والمتحفظين للعملية التفاوضية للكيل بالاتهامات للقيادة الفلسطينية بالرضوخ وتقديم التنازلات عن بعض الأراضي الفلسطينية, وهذا ما أكد نفيه الرئيس أبو مازن في عدة لقاءات ومؤتمرات مع التكرار بتمسكه بالثوابت الوطنية والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني بإقامة دولته المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس والتأكيد على حق العودة وعدم الاعتراف بيهودية الدولة ومن هنا باتت الصورة واضحة وأن كل محاولات كيري الالتفافية حول حقوقنا كفلسطينيين باءت بالفشل الذريع.
وتصاعدت الهجمة الشرسة ضد الرئيس محمود عباس بشكل يومي على لسان الوزراء والقادة الإسرائيليين وأنه لا يقل خطراً عن الشهيد الرمز أبو عمار واتهامه على التحريض ضد أمنهم ودولتهم ومما أثار غضبهم قول الرئيس أبو مازن مؤخراً بأننا على القدس رابحين أبطال بالملايين وأنه لا يخشى الشهادة إن حصلت وكان أخر هذه التحريضات على لسان زير الاقتصاد الإسرائيلي نفتالي بنيت زعيم حزب "البيت اليهودي" بأن الرئيس الفلسطيني لا يريد السلام مع إسرائيل، وأنه لا يختلف عن الرئيس ياسر عرفات سوى بملابسه الأكثر جمالاً التي يظهر بها فإن الهجمة الشرسة والخطيرة ضد الرئيس أبو مازن تستوجب على الكل الفلسطيني الوقوف بحزم ضدها لأن الطرف الإسرائيلي بات واضحاً أنه لا يؤمن بخيار السلام بعد إفشاله لكل جولات كيري المتتالية إلى المنطقة.وتتمثل هذه الوقفة بإنهاء حالة الانقسام الفلسطيني الذي حرص عليه الرئيس أبو مازن وتغليب المصالح العليا الفلسطينية لتجسيد الوحدة الوطنية.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حركة فتح في ذكرى انطلاقتها الثامنة والخمسين

معركة الكرامة والحرية من خلف القضبان

دراسة "دور الإعلام تجاه القضية الفلسطينية وآليات تعزيز التضامن العالمي إعلامياً مع الشعب الفلسطيني"