النكبة تلاحق شعبنا في مخيم اليرموك



أحمد يونس شاهين

يوم تلو الآخر تتفاقم المأساة الإنسانية التي حلت على أهلنا اللاجئين في مخيم اليرموك جنوبي العاصمة السورية دمشق حيث انعدام المواد الغذائية والاحتياجات الطبية والتي سببها الحصار القهري المفروض عليهم بفعل الحرب الطاحنة التي تدور رحاها بين الأطراف المتناحرة في سوريا وزجت بمخيم اليرموك في أوجها والذي كان سبباً في وفاة العشرات منهم جوعاً في الوقت الذي يصاب فيه الكثير من أثرياء وحكام العرب بالتخمة الناتجة عن معاناة أحشائهم من القدرة على هضم ما لذ وطاب من الطعام.
فقد دفعت تلك الحرب الدائرة جزء كبير للنزوح من المخيم إلى الأردن ومصر وغيرها من الدول ومعظم سكان المخيم المتواجدين فيه حالياً أصبحت أوراق الشجر والحشائش والقطط غذاءهم ليقتاتوا بها في ظل غياب الأطعمة والدواء وحليب الأطفال وغلاء الأسعار فكل المناشدات التي أطلقت هنا وهناك لم تجد آذاناً صاغية من قبل الجيش السوري والجماعات المسلحة الأخرى التي تُحكم حصارها لمخيم اليرموك وكأن سكانه العزل يشكلون طرفاً حقيقياً في النزاع الدائر بينهم رغم النداءات التي تنادي بتحييدهم وإخراجهم من دائرة التناحر الهمجي وخروج الجماعات المتطرفة من المخيم والتي كانت سبباً لجعل الجيش السوري النظامي يحاصر المخيم.
لكن بات من الواضح أن بعض من تلك الجماعات التي أعطت نفسها صفة المقاومة الفلسطينية واتخذت موقعها في المخيم إنما هي جماعات خانت القضية الفلسطينية فعدونا معروف ومكانه معروف ليس في سوريا والأقصى لا يسترد من اليرموك ولكن الأجر هناك كبير واكبر من الوطن لديهم بعد أن آثروا المال على الوطن وجلبوا الويلات لشعبنا الفلسطيني بالمخيم وتجردوا من القيم الإنسانية والأخلاقية وكذلك قوات النظام السوري التي لم تكف عن قصف المخيم بالقذائف الصاروخية بين الفينة والأخرى.
إن ما يتعرض له أهلنا في مخيم اليرموك يختفي خلف أهداف سياسية منظمة للنيل من حق العودة الذي نصت عليه الأمم المتحدة بقرارها رقم 194 لعام 1948 والذي تنكر له الكيان الإسرائيلي والذي بدوره يشكل عقبة حقيقية لإنجاح العملية السلمية في المنطقة إضافة لباقي الثوابت الوطنية الفلسطينية
من خلال مطالبة الكيان الإسرائيلي للقيادة الفلسطينية بالاعتراف بيهودية الدولة لوأد حق العودة وإسقاطه من على طاولة المفاوضات الأمر الذي ترفضه القيادة الفلسطينية بشدة.
فإلى متى سيبقى حال شعبنا الفلسطيني مجني عليه في أي صراع يدور في المنطقة العربية تحديداً
فقد كبر وتناما الحلم الفلسطيني بالعودة إلى ارض الوطن مع تزايد حدة الحصار السوري والمعاناة التي يعيشها داخل مخيم اليرموك والتي فُرضت عليه.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حركة فتح في ذكرى انطلاقتها الثامنة والخمسين

معركة الكرامة والحرية من خلف القضبان

دراسة "دور الإعلام تجاه القضية الفلسطينية وآليات تعزيز التضامن العالمي إعلامياً مع الشعب الفلسطيني"