المصالحة على شفى حفرة ...



بقلم الكاتب :أحمد يونس شاهين
في الوقت الذي تنشغل فيه حركتي فتح وحماس بملف المصالحة والبحث عن السبل الكفيلة بفشلها ينهمك الإسرائيليون بمواصلة بناء وتشييد الجدار العازل بدعوى تأمين حدود دولتهم.
والحقيقة أن إسرائيل تقوم برسم حدود الدولة الفلسطينية \\\'إذا أرغمت\\\' على ذلك وفق ما يناسبها وتقوم بتهويد ما تبقى من أراضي وصهينتها وتهجير السكان الفلسطينيين من القدس المحتلة كما وتقوم بمواصلة مشروعها الاستيطاني التوسعي ومصادرة الأراضي.
أما قطبي الانقسام الفلسطيني فطموحاتهما تفسح لإسرائيل التمادي والمضي قدما بتنفيذ مخططاتها على الأرض بكل مرونة دون أي مجابهة فعلية واكتفينا بنضال الأسير الفلسطيني داخل السجون الإسرائيلية وأصبح نضالنا ومقاومتنا للاحتلال الغاشم مقتصرة للتضامن مع الأسرى وربما خجلاً من أسرانا بأننا لا ننساهم.
قد تكون هذه الكلمات قاسية ولكنها ربما تكون الحقيقة إلا إذا كان ذلك تكتيكاً سياسياً لا علم لنا به,واستبشرنا خيراً بما تم التوصل إليه من اتفاق حول بدء المشاورات بتشكيل حكومة التوافق والتي سيترأسها أبو مازن لتقوم بالمهام التي تنتظرها من الإعداد للانتخابات وبدء إعمار ما خلفه العدوان الإسرائيلي على غزة من دمار طال الأخضر واليابس والكائن الحي, وسرعان ما تأجل الإعلان عن هذه الحكومة.
ربما يعود سبب الانقطاع عن استكمال المشاورات حول الحكومة وباقي الملفات الشائكة في ملف المصالحة إلى عوامل كثيرة منها الانتخابات الرئاسية المصرية وعقبات مازالت تقف حجر عثرة في طريق إتمام المصالحة بشكل متين ودائم يضمن عدم الرجوع فيه إلى ما قبل,أما بما يتعلق بإعادة الانتخابات الرئاسية المصرية فمن الواضح بأن هناك شريحة عريضة في حركة حماس لديها قناعة بأن ما تؤول إليه الانتخابات الرئاسية في مصر له أثر على مستقبل ووضع حركة حماس ولديها رغبة بأن تكون نتائجها تصب في ميزان القوة لحماس مما يعزز مواقفها في المصالحة وبالمثل تماما بالنسبة لحركة فتح التي ترى في فوز أحمد شفيق بمعنى أن فوز شفيق سيكون داعما لحركة فتح إما فوز مرسي سيعزز موقف حركة حماس كونها جزء من حركة الإخوان المسلمين.
بالنسبة لإسرائيل فمن غير المعقول أنها ستقف صامتة على أي وفاق فلسطيني يبدد أحلامها في التوسع والسيطرة على ما تبقى من أراضٍ فلسطينية وإفشال السعي لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة بعاصمتها القدس الشريف وإنهاء الانقسام الفلسطيني الذي خدم إسرائيل على مدار الخمس سنوات الماضية.
وبما يخص القرار الفلسطيني فهو غير مستقل وهذا واضح جداً والدليل على ذلك التعويل على المتغيرات الإقليمية في المنطقة سواء في الوطن العربي وخاصة في مصر إضافة إلى الموقف الأوربي واللجنة الرباعية والتدخل الأمريكي في شئوننا الفلسطينية وبملف المصالحة تحديدا.
وللأسف فان الخاسر الأكبر من هذه المناكفات الناجمة عن الانقسام الفلسطيني والطموحات الحزبية لبسط يد الحكم هو الشعب الفلسطيني نفسه.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حركة فتح في ذكرى انطلاقتها الثامنة والخمسين

معركة الكرامة والحرية من خلف القضبان

دراسة "دور الإعلام تجاه القضية الفلسطينية وآليات تعزيز التضامن العالمي إعلامياً مع الشعب الفلسطيني"