زيارة كيري في ظل تعنت اسرائيلي


بقلم / احمد يونس شاهين
جاء وزير الخارجية الامريكي جون كيري عابراً للقارات إلى فلسطين وكان يعرف جيداً أن زيارته لن تثمر عن أي تقدم من ِشأنه تحريك عملية السلام سوى أنه يحمل في جعبته خطة اقتصادية لتعزيز ورفع المستوى الاقتصادي للسلطة الفلسطينية مقابل تفاعلها بالعملية السليمة  والتركيز على الملف الامني الذي يكفل لاسرائيل امنها مستثنياً من حقبته عامل الضغط على اسرائيل بتجميد الاستيطان.
لقد وضع الرئيس محمود عباس للعودة الى المفاوضات شروطا منطقية تكشف نوايا اسرائيل تجاه السلام اهمها وقف الاستيطان وحدود الدولة الفلسطينية وفق قرارات الامم المتحدة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشريف والافراج عن الاسرى الفلسطينيين من المعتقلات الاسرائيلية
إن كيري على علم مسبق بأن اسرائيل ليس لديها أي نوايا تجاه تحريك عملية السلام ولكن التحرك الامريكي بهذا الاتجاه يأتي من باب رفع العتب عن الادارة الامريكية وتجميل وجهها في المنطقة  لاحتواء إفرازات ما يسمى بالربيع العربي  من الزعامات التي خيبت آمال شعوبها والشعب الفلسطيني، وفي نهاية زيارة كيرى للمنطقة صرح بأن الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي اقتربا من اتخاذ قرارات حاسمة تجاه عملية السلام فيبدو انه لم يسمع جيداً من الطرف الاسرائيلي كما و قال انه لا مانع من منح الطرفين فرصة لبعض من الوقت للتفكير وقال ان امريكا لن تسمح بشرعنة البؤر الاستيطانية فإذا كان ذلك لماذا لا تطلب امريكا رسمياً من اسرائيل وقف الاستيطان فوراً في الوقت الذي يصرح فيه نتياهو بأن الرئيس عباس لن يحصل على فرصة ثانية خلال ولايته الثانية بتجميد الاستيطان فهذا هو الموقف المتصلب لاسرائيل والرافض لتحقيق السلام وهذا بمثابة اصدار حكم الاعدام بحق العملية السلمية بين فلسطين والاسرائيليين.
وفي تصريح للوزير الاسرائيلي عوزي لانداو اعتبر ان الانسحاب إلى حدود 1967 هو بمثابة خطر حقيقي يشبه المحرقة الاسرائيلية " اشوفيتس" إن إسرائيل ماضية في ممارساتها لتهويد مدينة القدس ومصادرة المزيد من أرضها وأراضي الضفة الغربية لوضع العصا في دولاب عملية السلام رافعة راية التحدي للقرارات الدولية ولامريكا نفسها متجاهلة ومستهزئة بالدول العربية واجبارها على تقديم المزيد من التنازلات وكان آخرها تعديل المبادرة العربية بإضافة بند مبادلة الأرضي في محاولة منها لاستقطاب اسرائيل للعودة الى المفاوضات.


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حركة فتح في ذكرى انطلاقتها الثامنة والخمسين

معركة الكرامة والحرية من خلف القضبان

دراسة "دور الإعلام تجاه القضية الفلسطينية وآليات تعزيز التضامن العالمي إعلامياً مع الشعب الفلسطيني"