الارض والقدس في خطر



بقلم : احمد يونس شاهين
في ظل الصمت والتخاذل العربي الذي أفرزه الخريف العربي تتمادى إسرائيل بالتوسع في مشاريعها نحو مصادرة الاراضي الفلسطينية ومحاصرتها بما في ذلك تقويض مدينة القدس العاصمة الابدية لدولة فلسطين.
قرأنا عبر صفحات مختلفة لمواقع الكترونية اخبارية خبراً مفاده أن ملك هولندا الجديد سيكون إسمه عنوانا لمشروع اسرائيلي جديد وهو مشروع مياه صحراء النقب الذي يشرف عليه الفرع الهولندي للصندوق القومي اليهودي ويهدف إلى الاستيلاء على مزيد من الأراضي الفلسطينية تحت مسمى إعمار الأراضي وهذا المشروع سيكون عبارة عن بناء خزان للمياه، كي يمكّن الأراضي من الري بالتقطير وزرع غابة لمقاومة التصحر، فهذا المشروع يهدف الى توسيع بؤرها الاستيطانية وليس كما تدعي أنه خدمة للمواطنين في تلك المنطقة.
إن هذه الممارسات الاسرائيلية تأتي من باب الاستهزاء بما يسمى الربيع العربي و مفهوم اسرائيلي للمخطط العربي الجديد الذي انطلق من البيت الابيض قبل عدة أيام والذي ينص على تعديل المبادرة العربية بمبادلة الاراضي مع اسرائيل حيث فتحت مجالا لاسرائيل بانتقاء الاراضي التي تكمن فيها مصالحها الجغرافية والسياسية التي من شأنها تفتيت الدولة الفلسطينية وقطع أواصر الترابط الجغرافي والسياسي والاجتماعي لها، كما سيؤدي إلى تثبيت وفرض البؤر الاستيطانية كجزء من الدولة الاسرائيلية.
 التبجح الاسرائيلي وصل ذروته في مدينة القدس حيث تعد الجماعات المتطرفة لعملية اقتحام جديدة للمسجد الاقصى في الايام القليلة الماضية واطلقت على هذه العملية ما يسمى (الحج الجماعي إلى الأقصى)
 إن الاستهداف الذي تتعرض له مدينة القدس الهدف منه التهويد الكامل لها وتغيير معالمها العربية والإسلامية، وإفراغها من محتواها الاسلامي والعربي وفرض حقائق جديدة على الأرض، و فرض أمر واقع جديد يحول دون وصول الفلسطينيين إليها وتأتي في الوقت الذي يستذكر فيه الشعب الفلسطيني ذكرة النكبة عام 1948وقد تم الكشف عن مخطط اعدته اسرائيل تسعى من خلاله إلى شق طرق جديدة تزيد الامور تعقيداً في حال تم الاتفاق على تقسيم المدينة.
في هذا الوقت الذي تستعد فيه باحات المسجد الاقصى لهجمات المتطرفين اليهود يتباحث طرفي الانقسام الفلسطيني في القاهرة حول تشكيل الحكومة الفلسطينية الجديدة حيث تم تجديد صلاحية الانقسام لثلاثة أشهر أخرى ليمتد عمر الانقسام أكثر فاكثر.
كان من المفترض أن يعقد اجتماع طارئ لجميع الفصائل الفلسطينية الاسلامية منها والوطنية لمناقشة سبل التصدي للهجمات الاسرائيلية على القدس الشريف، ولعلها تكون عامل مشجع لانهاء الانقسام الفلسطيني الذي لم تكن الحروب السابقة على غزة كفيلة وكافيه لانهاءه.
يستصرخ أهالى المدينة المقدسة أين انتم يا عرب واين انتم يا فلسطينيون فقد أصبح قادة الشعب الفلسطيني منشغلون بذاتهم نحو تحقيق المصالحة هروباً من المسئوليات الملقاة على عاتقم وهى القدس الشريف.
إن ما يحدث في القدس يحتاج منا قيادة وشعباً الوقوف صفاً واحداً لمواجهة المخاطر التي تهدد مدينة القدس وتستهدفها بعيداً عن عامل التعويل على العرب لأن شعبنا الفلسطيني أصابه الاحباط والملل من انتظار المجتمع الدولي الذي جلب لنا الكوارث وسخر من كفاحنا في الوقت الذي نحن فيه منقسمون.
ان التعلق بأرجيحة السلام الوهمي الذي يتغنى به الامريكان والاسرائيليون افسح الطريق أمام الاسرائليين باقتصاص ما يحلو لهم من أراضينا المقدسة.
كما ان انشغال الحكومات العربية التي افرزتها الثورات بذاتها خيبت آمال شعبنا الفلسطيني وكشفت الوجه الحقيقي لها، والتي كلما اجتمعت تخرج لنا ببيانات الشجب والاستنكار والتنديد التي اعتاد عليها الاسرائيليون,



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حركة فتح في ذكرى انطلاقتها الثامنة والخمسين

معركة الكرامة والحرية من خلف القضبان

دراسة "دور الإعلام تجاه القضية الفلسطينية وآليات تعزيز التضامن العالمي إعلامياً مع الشعب الفلسطيني"