أربعون يوماُ على رحيلك أبا على شاهين


أربعون يوماُ على رحيلك أبا على شاهين
بقلم / احمد يونس شاهين

قبل أربعون يوماً خطفك الموت من بيننا أبا علي شاهين وهذا هو القدر ولكن لم يخطفك من قلوبنا وهذا الأجمل في الحياة.
منذ انطلاق الثورة الفلسطينية وامتداد سنواتها الطويلة يرحل عنا قادة عظام سطروا بدمائهم صفحات تاريخ ناصعة البياض فتزينت بنضالاتهم العظيمة لتكون دروساً لنا في دروب النضال والمقاومة من اجل التحرير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة بعاصمتها القدس الشريف، فقبل أربعين يوماً ودعنا قائداً وثائراً احتل المرض جسده الطاهر ليغيبه عنا وهذا هو القدر الذي نؤمن به.
القائد الفتحاوي الراحل أبو علي شاهين عرفناه كلنا قائداً يستحق منا التقدير والمحبة والاحترام لما قدمه من تضحيات كبيرة من اجل الوطن والدفاع عنه وزنانين السجان خير شاهد على ذلك وأراضي الضفة التي ترجل فيها ببندقيته ملاحقاً ارتال أعداء الوطن الحبيب ، ومخيمات اللاجئين في لبنان كلها شواهد على نضالاته اللامحدودة، إن الثورة الفلسطينية برحيل أبو علي شاهين فقدت احد أعمدتها الأساسيين لا سيما انه كان مدرسة الثائرين في أسره وخارج الأسر بين جموع المناضلين فقد ترك أبو علي شاهين بصمات خالدة في قاموس الثورة حيث أسس حركة الشبيبة الفتحاوية وكانت مدرسة للنضال الثوري الطلابي والشبابي.
كان أبو علي شاهين من الحالات الاستثنائية بفكره السياسي وآرائه ومعتقداته وبعد النظر في رؤيته.إن فقداننا لأبو علي شاهين في هذه المرحلة المصيرية ما هو إلا خسارة فادحة لشعبنا ولحركة فتح ولكل الفصائل الفلسطينية التي كان في طليعتها فسيبقى تاريخه منارة لنا
فنضالات هذا القائد لا حصر لها لما تميز به من دور كبير في مراحل الثورة المتقدمة
أبو علي شاهين ودع فلسطين التي نبض قلبه بعشقها فهو مشوار طويل من الأصالة والتضحية والفداء فأنت خالد في قلوبنا وقلوب كل الثائرين المناضلين الذين علمتهم فنون النضال وأساليبه المتنوعة من البندقية حتى القلم .فإننا في ذكرى الأربعين لرحيل أبوعلي شاهين نستذكر بكل فخر و اعتزاز سيرة رمز كبير من رموز النضال الوطني، وقائد فلسطيني فتحاوي عاش وقضى من أجل فلسطين شعبا وأرضا،
أبو علي شاهين رجل المواقف الوطنية ورجل الكفاح والعمل والاستمرار من اجل الوطن الذي جند فيه ثواراً أطفئوا بدمائهم الزكية ظمأ تراب الوطن يوم احتباس المطر.
نقف اليوم أمام حالة وطنية ومكانة عالية مرموقة في الفكر والإبداع الثوري المميز نقف وقفة إجلال وإكبار لهذا الثائر الراحل والخالد في قلوبنا وفاءً له وفخراً به بنضالاته وعطائه وفلسطينيته
لقد كان في كل المواقع النضالية التي تبوأها مثالا للإخلاص والانتماء والوفاء وقدوة في العمل والعطاء الوطني المخلص ومناضلا ملتزما دفع خلال مسيرته النضالية الطويلة سنين عديدة من عمره في الاعتقال دفاعا عن شعبنا ومن أجل أن ينبعث فجر الحرية على ثرى فلسطين الطهور، وكان واحدا من أبناء فلسطين المناضلين الأوفياء الذين نذروا أنفسهم لخدمتها والدفاع عنها أرضا وقضية ومقدسات".
لقد مر أبو علي شاهين في جميع مراحل العذاب الذي فرضه العدو على شعبنا بدءً بالتهجير ثم السجن حتى الإبعاد إلى أن عاد إلى أرض الوطن ليواصل نضاله الثوري بالعمل في مؤسسات السلطة وخدمة شعبه حتى احتل المرض جسده الطاهر، رحل أبو علي وترك فينا الهم الوطني مؤكداً لنا أن وطننا والموت فوق ترابه أغلى ما نملك وأمنية كل فلسطيني وأن غزة الأبية بوابة انتصار هذا الشعب وبموته في غزة أكد لنا على متانة العلاقة الروحانية بين الفلسطيني وأرضه حيث أبى إلا أن يموت في وطنه ويجعل من تراب غزة حضناً له.
 رحمك الله أبو علي شاهين فأنت خالد في قلوب كل الثائرين وأبناء حركة فتح المناضلين




تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حركة فتح في ذكرى انطلاقتها الثامنة والخمسين

معركة الكرامة والحرية من خلف القضبان

دراسة "دور الإعلام تجاه القضية الفلسطينية وآليات تعزيز التضامن العالمي إعلامياً مع الشعب الفلسطيني"