الى أين يا مصر العروبة


بعد اندلاع الثورة المصرية تحت ما يسمى عنوان الربيع العربي والتي انحرف مسارها الحقيقي، استلم المجلس العسكري زمام الأمور لفترة مؤقتة لحين إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية وفي هذه الفترة نادى الكثير من الشعب المصري بإسقاط حكم العسكر وهذا ما شاهدته خلال إقامتي في مصر في تلك الفترة لشعارات تحمل عبارة يسقط يسقط حكم العسكر .. يسقط المشير في إشارة للمشير طنطاوي وهذا يشير إلى ان بعض من الشعب المصري مل من حكم العسكر لمصر حيث كان الزعيم الراحل جمال عبد الناصر والرئيس الأسبق أنور السادات والرئيس السابق حسنى مبارك كانوا ضباطاً في الجيش المصري، وقد هتف الكثير من المصريين منادين بتغير الحكم العسكري بحكم مدني ليكون الرئيس من المجتمع المدني لا عسكرياً وربما كان هذا من باب التغير لما عانوه من ظلم سابق.
الآن شاهدنا شعارات تنادي بعودة استلام الجيش لزمام الأمور خوفاً من انتشار الميلشيات لما تشهده مصر من أعمال فوضوية وانفلات امني لا سابق له بسبب الاوضاع التي آلت إليه في مصر.
أصبح النزاع على السلطة موضة سياسية تفشت في بعض بلدان المنطقة وكأن لا وجود للشعب المحكوم صاحب القرار الاساسي الذي يصدره عبر صناديق الاقتراع ولكن وبكل أسف حينما يختار الشعب يجابه بالخذل وانكار المعروف ممن أخذ الولاء والمصداقية.
تمر مصر في دوامة لا يحمد عقباها لو استمرت فالعابثين بأمن مصر واستقرارها كثر وقد يكون من الصعب السيطرة ولملمة الأوضاع.
فقد وجه جون كيري تحذيرا للرئيس المصري محمد مرسي بان واشنطن تريد له النجاح خشية أن يكون البديل هو الفوضى أو انقلابا عسكريا، فهل هذا دليل على ان امريكا معنية بحكم الاسلاميين وخلط الدين بالسياسة، وما الذي يجعل امريكا تخشى انقلاباً عسكرياً على مرسي، وهل ستوقف المساعدات الامريكية لمصر في حال فشل مرسي بالسيطرة على الاحداث في مصر.
فقد اجتمع كيري مع زعماء المعارضة في مصر وتفهم تطلعاتهم نحو تطبيق الديمقراطية حيث اكدوا له إن ضمان تحقيق 'المبادئ العالمية' للحريات وحقوق الإنسان يتم عبر 'عملية أخذ وعطاء بين القادة السياسيين المصريين ومجموعات المجتمع المدني'. لقد اصبح كيرى وسيطاً بين الاخوة المصريين فيما بينهم والحمد لله.
ان وصول الاسلاميين لسدة الحكم في مصر هو بمثابة وقوعهم في الفخ الذي وُضع لهم حيث انه نتيجة لتردي الاوضاع الاقتصادية جعلها تتجه للحصول على قروض من صندوق النقد الدولي وتبني إصلاحات اقتصادية لجذب المستثمرين.وهذا سيغرق مصر في ديون كثيرة وسيؤثر سلباً على مستقبل الاخوان مما يجعل فوزهم في الانتخابات القادمة ضئيل جداً وهذه الحقائق الاقتصادية أغلقت الدائرة المحيطة بمرسي من كل جانب.
لكن حقيقةً ان الامور في مصر تتجه نحو العاصفة في ظل الاخبار التي تتحدث عن ان جماعات اسلامية اخذت على عاتقها مهام الشرطة المصرية في بعض المحافظات وفي محافظة بورسعيد تسلم الجيش المصري مهام الشرطة فهذا مؤشر لحرب اهلية مقبلة لا محال.
إن ما يدور في مصر الان نتاج للمخطط التي رسمته امريكا كي تكبح جناح مصر وتهز من مكانتها الدولية ومدى تأثيرها على مستقبل القضية الفلسطينية داخليا 'المصالحة الفلسطينية' او تجاه عملية السلام.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حركة فتح في ذكرى انطلاقتها الثامنة والخمسين

معركة الكرامة والحرية من خلف القضبان

دراسة "دور الإعلام تجاه القضية الفلسطينية وآليات تعزيز التضامن العالمي إعلامياً مع الشعب الفلسطيني"