الربيع العربي ملبد بالغيوم




 بقلم: أحمد يونس شاهين
قبل اندلاع الثورات العربية والتي اتفق على تسميتها بالربيع العربي لما يحمله هذا الاسم من مبشرات بالتغيير نحو الأفضل لحال الشعوب العربية والتحرر من ظلم الحكام العرب المستبدين بالحكم منذ عشرات السنين أملاً بان تكون الديمقراطية وسيلة لاختيار زعامتهم
ومن يمثلهم ويحقق مطالبهم ويرفع من شأنهم ويغير طبيعة الحياة لديهم كي تكون الكلمة كلمة هذه الشعوب.
فقد اندلعت الثورات العربية حصرياً في دول لها ثقلها في الشرق الأوسط سواءً سياسياً أو جغرافياً والسؤال هنا لماذا قامت هذه الثورات في تونس واليمن وليبيا وأخيرا في سوريا فقط ولم تقم في باقي الدول العربية هذا سؤال يحتاج إلى إجابة شافية ومقنعة.
اعتقد ان المحرك والراسم لسياسات الشرق الأوسط في المنطقة وهنا المقصود أمريكا وإسرائيل بدأت فعليا بالتغير منذ التدخل العسكري في العراق تخوفاً من التهديد العسكري العراقي لأمن المنطقة وخصوصا لإسرائيل في عهد جورج بوش الابن ولكن النهج الذي استخدمه بوش في ذلك الوقت كلفهم الكثير من المال والأرواح والانتقادات الكبيرة
أما في عهد اوباما فقد أخذت التدخلات منحنى آخر يحمل اسم دعم الشعوب في ممارسة الديمقراطية ومن حق الشعوب العربية ان تمارس حريتها على أكمل وجه ومن هنا بدأ ناقوس الخطر يدق أبواب مستقبل الأمة العربية.
فقامت الثورات تحت عنوان الربيع العربي رفضاً للدكتاتورية الحاكمة وصمتها على الاحتلال الإسرائيلي للقدس وفلسطين فاستبشر الفلسطينيون خيراً بهذا الربيع ولكن إفرازات هذه الثورات لم تكن بالمستوى المطلوب ولم تلبي مطالب الثورة وتحقيق أهدافها المنشودة واعتلى على عرش الحكم فيها من كانوا مختبئين يتلصصون النظر لما ستؤول إليه الثورات ويأتوا ليجنوا ثمارها وفق مصالحهم.
فكان الامتحان بانتظارهم عندما شنت إسرائيل حربها الأخيرة على غزة فما كان منهم إلا الزيارات والتنديد والشجب حتى ان المظاهرات والاحتجاجات في الدول العربية لم تكن كسابقاتها في عهد الحكام السابقين، لقد رسبوا بالامتحان الأول وعندما نالت فلسطين الاعتراف الدولي كعضو مراقب بالأمم المتحدة وفرضت إسرائيل وأمريكا عقوبات اقتصادية على السلطة الفلسطينية تم الإعلان عن شبكة أمان عربية لدعم موازنة السلطة لسد العجز المالي كي تتمكن من الإيفاء بالتزاماتها تجاه موظفيها ومواطنيها ولكن لم تُفعل هذه الشبكة وهى بانتظار الضوء الأخضر من أمريكا, ولعل إضراب أسرانا البواسل عن الطعام يحرك ساكنا عندهم بعد ان يحرك سكون قياداتنا نحن كفلسطينيين ونعطى قضية أسرانا أولويات اهتماماتنا  بدلاً من ان يتوجهوا للاجتماعات المتتالية لانجاز المصالحة وتوزيع المحاصة فيما بينهم ويتفقوا على ممثل واحد للشعب الفلسطيني وان يكون التفاوض مع الإسرائيليين ليس حكراً على أحد وكلُ يفاوض باسمه وتكون الفرصة مهيأة لدي إسرائيل لفرض شروطها مع الطرف الذي يبدى ليونة أكثر ليكون هو الممثل للشعب الفلسطيني
ان انجاز المصالحة وإنهاء الانقسام هو المخرج من كل هذه المنعطفات التي تعيق السير تجاه تحقيق مطالب الشعب الفلسطينى.
هنا أيضاً نلقي اللوم على شعبنا الفلسطيني الذي لم يرتقى إلى المستوى المطلوب والمتوقع للتعبير عن سخطه وغضبه تجاه العنف الذي يتعرض له أسرانا في السجون الإسرائيلية حتى الاحتجاجات والاعتصام لم تكن بالأعداد المتوقعة فهذه دلالة على التجاهل أو اللامبالاة والاكتفاء بالتصريحات الإعلامية التي نسمعها من المسئولين أو ربما تكون نابعة من الإحباط الذي يمر به الشعب الفلسطيني


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حركة فتح في ذكرى انطلاقتها الثامنة والخمسين

معركة الكرامة والحرية من خلف القضبان

دراسة "دور الإعلام تجاه القضية الفلسطينية وآليات تعزيز التضامن العالمي إعلامياً مع الشعب الفلسطيني"