ياسر عرفات وجماهير غزة علاقة روحانية



بقلم: أحمد يونس شاهين

في الحادي عشر من نوفمبر من كل عام يفتقد الشعب الفلسطيني وكل أحرار وثوار العالم شخص كان له الأثر الكبير في رسم خطوط الثورة الفلسطينية وشق طريقها نحو التحرير، بل في كل يوم وليس في هذا اليوم تحديداً، إنه الشهيد القائد الرمز ياسر عرفات الذي أوجد الشعب الفلسطيني وقضيته على الخارطة الدولية بكل أنواع الجغرافيا، استطاع أن يحول اللاجئ الفلسطيني إلى مقاتل ثائر يبحث عن حقه ويناضل من أجله، قائد لم يحصر النضال بالبندقية فحسب بل جعل من الكاتب والشاعر والفنان ثوارً، قائد استطاع أن يحافظ على استقلالية القرار الوطني الفلسطيني، قائد استطاع أن يرسم حدود الدولة الفلسطينية بسياسته الحكيمة وبندقيته الثائرة.
عجز العالم أن يسرد تفاصيل حياة هذا القائد الفريد من نوعه بدقة لما فيها من تفاصيل تختلف عن أي سيرة لقائد ثوري، في هذا اليوم من هذا العام لهو يوم مختلف عن أي يوم كمثله في جل أيام السنين منذ رحيله جسداً عن شعبه الفلسطيني، في هذا اليوم عاد أبا عمار إلى غزة بروحه،  قائد استطاع أن يحتل ذاكرتنا فلا أحد يشبهه ولا أحد بمقدوره أن يصنع له تاريخ يشابه تاريخه، هبت الجماهير الفلسطينية في غزة اكراماً لروحه وتأكيداً على نهجه الذي رسمه لهم، تلك الجماهير التي لبت الدعوة جاءت لتؤكد للعالم ولإسرائيل أنها تسير على نهجه وفكرته الثورية، نحو المليون فلسطيني من غزة الحبيبة جاؤوا زاحفين وفاءً لروحه الطاهرة مجددين العهد ومتمسكين بما خطه لهم في خارطة النضال والتفافهم حول قيادة حركة فتح التي ما تزال تحمل على عاتقها هم الشعب الفلسطيني، إن ما شهدته أرض السرايا بمدينة غزة يؤكد على صواب النهج الفتحاوي في حماية المشروع الوطني الفلسطيني، فتح التي تنادي بالوحدة الوطنية امتثالاً لوصية شهيدها وقائدها ياسر عرفات الذي أصبح الحكاية والرواية في مثل هذا اليوم ليس فقط عند أبناء حركة فتح بل عند جميع أبناء الشعب الفلسطيني وحرائر العالم بأسره.
عذراً قائدنا فقد خذلتك الفصائل الفلسطينية! عذراً قائدنا فلم يكونوا على مستوى المسؤولية! عذراً أن يقال مثل هذا القول في غيابك! لا ننكر نضالاتهم ومقاومتهم للاحتلال، ولكن العذر يصنع موضعه بفعل ما آلت اليه الامور بعد رحيلك عنا، لن يجيدوا السير على خطاك، فجاء الانقسام فتمزق الشعب الفلسطيني من كافة النواحي، احدى عشر عاماً فقدهم الشعب الفلسطيني من عمره، وهاهم اليوم عادوا إلى رشدهم ليصححوا مسار بوصلتهم نحو القدس رمز النضال الفلسطيني، إن كانوا اليوم اتجهوا نحو المصالحة الفلسطينية وأكدوا على رمي ملف الانقسام خلف ظهورهم فهذا ما ستثبته الأيام القادمة، لعلنا نجد ضالتنا بعد حالة التوهان التي أعاشونا فيها، لعلنا نكون أقرب نحو وحدة وطنية تقودنا إلى دحر الاحتلال وتحقيق أمال هذا الشعب المكلوم.


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حركة فتح في ذكرى انطلاقتها الثامنة والخمسين

دراسة "دور الإعلام تجاه القضية الفلسطينية وآليات تعزيز التضامن العالمي إعلامياً مع الشعب الفلسطيني"

الأسير ماهر يونس رمز الصمود خلف القضبان