قمة الرياض وعملية السلام ومحاربة الارهاب

بقلم: أحمد يونس شاهين
تشهد المرحلة الحالية نشاطاً لحراك سياسي تقوده إدارة ترامب من أجل عودة المفاوضات بين الفلسطينيين والاسرائيليين، ففي اوائل الشهر الجاري كان لقاءً بين الرئيسين عباس وترامب في البيت الأبيض حمل بعض الأمل لدي القيادة الفلسطينية لاسيما سرعة الحراك السياسي من الادارة الامريكية الجديدة التي لم يتجاوز عمرها الأربعة أشهر، والذي اعتبرته القيادة الفلسطينية مؤشراً ايجابياً يعبر عن اهتمام الرئيس الامريكي بإيجاد حل للصراع الفلسطيني الاسرائيلي ولكن وفق الرؤية الأمريكية، وبما أن اسرائيل كدولة تتصف حكومتها التي يتزعمها نتنياهو بالتطرف والتعنت تجاه عملية السلام مع الفلسطينيين فهي مستاءة إلى حد ما من النشاط الامريكي تجاه تحريك المياه الراكدة في العملية السلمية وتضع العراقيل في دواليبها بممارسة المزيد من الانتهاكات ضد الشعب الفلسطيني والمضي قدماً في نشاطها الاستيطاني في عمق الأراضي الفلسطينية وانتهاكاتها لحقوق الأسرى الفلسطينيين، واشتراطها عودة المفاوضات دون الحديث عن وقف للنشاط الاستيطاني، واعتراف الفلسطينيين بيهودية الدولة.
القيادة الفلسطينية تسعى لعودة المفاوضات مع الجانب الاسرائيلي حسب استحقاقات العملية السلمية المبنية على قرارات مجلس الأمن والمتعلقة بالقضية الفلسطينية سواء كان ذلك برعاية دولية أو حتى رعاية أمريكية يكون لهذه المفاوضات سقف زمني للخروج بحل عادل ينهي حالة الصراع الفلسطيني الاسرائيلي ينتهي بها المطاف إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وباعتقادي فإن القيادة الفلسطينية تحاول استغلال الاهتمام الامريكي بعملية التسوية مع اسرائيل وتصريح الادارة الامريكية بنية ترامب دعم حق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم ومحاولته التوصل لاتفاق سلام تاريخي، رغم أنه لم يتحدث عن اقامة الدولة الفلسطينية واكتفى بالقول أنه سيقبل بما سيتوصل إليه الطرفان، ومن جهة أخرى فقريباً سيكون قمة عربية اسلامية أمريكية يشارك فيها نحو 17 دولة بحضور الرئيس ترامب، والتي تم توجيه دعوة للرئيس الفلسطيني محمود عباس وهذا يعني أن القضية الفلسطينية ستكون حاضرة على طاولة القمة، وسيطالب الرئيس عباس بالتأكيد على المبادرة العربية لتكون ركيزة أساسية لعملية السلام مع اسرائيل والتي أكدت عليها القمة العربية الأخيرة في الأردن، وهذا يتطلب من القيادة الفلسطينية حشد الدعم العربي لدعم طرحها للقضية الفلسطينية في هه القمة، ورغم حضور القضية الفلسطينية على طاولة هذه القمة إلا أن القمة سيكون موضوعها الجوهري هو المحور الأمني في المنطقة في ظل التحديات والأوضاع الدقيقة في العالمين العربي والإسلامي، ويهدف ترامب من هذه القمة إلى عودة العلاقات وتعزيزها مع العالم الاسلامي من خلال بحث سبل مكافحة التطرف والارهاب الذي اجتاح المنطقة العربية على وجه التحديد، والذي سيفتح الباب أمام عقد صفقات كبيرة لشراء أسلحة من أمريكا مع المحافظة على عدم التفوق عسكرياً على حليفتها اسرائيل، وبرأيي فإنه يأتي الآن الدور العربي الاسلامي ليدافع عن القيم الاسلامية التي تنبذ كل حالات التطرف الذي يسيء لإسلامنا الحنيف، ولعل عقد القمة العربية الاسلامية في الرياض والتي تعتبر عاصمة العالم الاسلامي تحمل معاني كثيرة للعالم كله وتوجه رسالة مفادها أن الدول الاسلامية تجتمع اليوم لتؤكد للعالم كله أن الاسلام يرفض كل أشكال التطرف المتستر بالإسلام والذي اجتاح المنطقة العربية وخلق حالة من عدم الاستقرار وزعزع أمنها.

تعليقات

  1. https://www.facebook.com/218388404954292/photos/a.328754293917702.1073741828.218388404954292/1258669174259538/?type=3&theater

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حركة فتح في ذكرى انطلاقتها الثامنة والخمسين

دراسة "دور الإعلام تجاه القضية الفلسطينية وآليات تعزيز التضامن العالمي إعلامياً مع الشعب الفلسطيني"

الأسير ماهر يونس رمز الصمود خلف القضبان